jeudi 28 octobre 2010

العجز المحمدي


العجز المحمدي



وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (الاسراء:90) )أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً) (الاسراء:91) )أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) (الاسراء:92) )أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) (الاسراء:93)

قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير حدثنا محمد بن إسحاق حدثني شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بني عبد الدار وأبا البختري أخا بني أسد والأسود بن المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبدالله بن علي وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابني الحجاج السهميين اجتمعوا أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بداء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا يا محمد: إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بي ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما فقالوا يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق منا بلادا ولا أقل مالا ولا أشد عيشا منا فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليفجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخا صدوقا فنسألهم عما تقول فقال حق هو أم باطل؟

فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وأنه بعثك رسولا كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بهذا بعثت إنما جئتكم من عند الله بما بعثني فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم" قالوا فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم" قالوا فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك"

فقالوا يا محمد أما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا فقد أعذرنا إليك يا محمد أما والله لانتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا وقال قائلهم نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا. فلما قالوا ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر ابن مخزوم وهو ابن عمته عاتكة ابنة عبدالمطلب فقال:

يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب فوالله لا أومن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي معك بصحيفة منشورة ومعك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول وايم الله لو فعلت ذلك لظننت أني لا أصدقك ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا أسفا لما فاته مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه وهكذا رواه زياد بن عبدالله البكائي عن ابن إسحاق حدثني بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس فذكر مثله سواء.

وهذا المجلس الذي اجتمع هؤلاء له لو علم الله منهم أنهم يسألون ذلك استرشادا لأجيبوا إليه ولكن علم أنهم إنما يطلبون ذلك كفرا وعنادا فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أعطيناهم ما سألوا فإن كفروا عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت عليهم باب التوبة والرحمة. فقال "بل تفتح عليهم باب التوبة والرحمة" كما تقدم ذلك في حديثي ابن عباس والزبير بن العوام أيضا عند قوله تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا".

وقال تعالى "وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا" وقوله تعالي "حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا" الينبوع: العين الجارية سألوه أن يجري لهم عينا معينا في أرض الحجاز ههنا وههنا وذلك سهل على الله تعالى يسير لو شاء لفعله ولأجابهم إلى جميع ما سألوا وطلبوا ولكن علم أنهم لا يهتدون كما قال تعالى "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم" وقال تعالى "ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا وما كانوا ليؤمنوا" الآية
تفسير ابن كثير
كل الذين اجتمعوا في هذا المجلس كانوا من أعيان مكة و عقلائها
لقد حاوروا محمدا بكل الهدوء و اللين و لم يؤدوه أو يعتدوا عليه
بل بالعكس طالبوه بالتي هي أحسن أن يكف عنهم أداه و عن أهله و عشيرته .و عابوا عليه ما يقترفه في حق قومه قائلين
: إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك
فأي سماحة ترجى أكثر من هذه و أي حلم؟؟
طالبوه بإحدى الحسنيين إما الكف عن الغي الذي هو فيه ، أو الإتيان بما يدل على أنه مرسل نبي؟؟؟
فما كان جوابه عند كل إفحام إلا :
إنما أمرت أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم
يا للعجزالمبين!!!
و يا لوقاحة الرد!!! حتى يحكم الله بيننا !! أ ليس هذا تهديدا مبطنا؟؟
ثم؛ أين هي معجزة انشقاق القمر؟ و أين معجزة غزو الفضاء بالبغل الطائر؟؟ و أين معجزة انبجاس الماء من بين الأصابع المحمدية المقدسة؟؟ و معجزة في ظهره قوة أربعين؟ أما معجزتا تكثير اللبن لأبي هريرة و تكثير الثمر للعرباض بن سارية !!أين راحتا؟؟؟ أين هي كل هذه المعجزات؟؟ لماذا لم يحتج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أمام عقلاء مكة؟؟ . هل يكون نسيها يا ترى أمام هجومهم المباغث؟؟؟؟ أم هو لسانه الذي تلعثم و غلب عليه الخجل ؟؟ أم أنه كذاب أشر وقع ضحية كذبه؟؟؟
و المشكل الكبير هو أن كتاب هذا الرجل يتغنى بمعجزات موسى و عيسى و ناقة صالح ونمل سليمان ، و في نفس الوقت يكذب هؤلاء الرجال و يسفههم و ينصب نفسه سيدا عليهم و إماما ، ثم يقرّ في نفس الآن أنه لا يستطيع أن يأتي بمثل ما أتى به أولئك الذين يكذبهم من معجزات.!!!
أو ليست هذه هي السفالة؟؟
أو ليست هذه هي قلة الحياء و المروءة؟؟
ثم لننظر إلى نوعية الأسئلة المحكمة التي وضعها أهل مكة قبل ألف و أربعمائة سنة ، و إلى مواقف العجز التي بدرت عن محمد إزاءها ، و لنأسف بعدها لبلهاء عصرنا الذين لا زالوا يصدقون الفرية المحمدية و لنحزن عليهم ، بئس ما يصدقون ، و بئس ما يدّعون.
أبو نبي الحمير


samedi 16 octobre 2010

عدل الصعاليك ـ الرجم للمرأة و التغريب للزاني



عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن ابن عباس أخبره أن عمر، رضي الله عنه، قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإن الله بعث محمدًا بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها وَوَعَيْناها، وَرَجمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَرَجمْنا بعده، فأخشى أن يطول بالناس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله، فالرجم في كتاب الله حق على من زنى، إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو الحبل، أو الاعتراف.
أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك مطولا .وروى الإمام أحمد، عن هُشَيْم، عن الزهري، عن عُبَيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: حدثني عبد الرحمن بن عوف؛ أن عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول: ألا وَإنّ أناسا يقولون: ما بالُ الرجم؟ في كتاب الله الجلدُ. وقد رَجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورَجمَنا بعده. ولولا أن يقول قائلون -أو يتكلم متكلمون -أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت .
وأخرجه النسائي، من حديث عُبَيْد الله بن عبد الله، به .

وقد روى أحمد أيضًا، عن هُشَيْم، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْران، عن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطاب فذكر الرجم فقال: لا تُخْدَعُن عنه؛ فإنه حَدٌّ من حدود الله ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورَجمَنا بعده، ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله ما ليس فيه، لكتبت في ناحية من المصحف: وشهد عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف، وفلان وفلان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده. ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم وبالدجال ( وبالشفاعة وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار بعدما امتُحِشُوا.

وروى أحمد أيضا، عن يحيى القَطَّان، عن يحيى الأنصاري، عن سعيد بن المسيَّب، عن عمر بن الخطاب : إياكم أن تهَلكوا عن آية الرجم.
الحديث رواه الترمذي، من حديث سعيد، عن عُمَر، وقال: صحيح .

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا عُبَيْد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زُرَيْع، حدثنا ابن عَوْن، عن محمد -هو ابن سِيرِين -قال: نُبِّئتُ عن كَثِير بن الصلت قال: كنا عند
مروان وفينا زيد، فقال زيد: كنا نقرأ: "والشيخ والشيخة فارجموهما البتة"

وحجة الجمهور في ذلك ما ثبت في الصحيحين، من رواية الزهري، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجُهَنيّ، في الأعرابيين اللذين أتيا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-فقال أحدهما: يا رسول الله، إن ابني كان عَسِيفا -يعني أجيرا -على هذا فزنى بامرأته، فافتديت [ابني[ منه بمائة شاة وَوَليدَة، فسألت أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريبَ عام، وأن على امرأة هذا الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لأقضين بينكما بكتاب الله:
الوليدة والغنم رَدٌّ عليك، وعلى ابنك جَلْدُ مائة وتغريبُ عام. واغد يا أنيس -لرجل من أسلم -إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها". فغدا عليها فاعترفت، فرجمها

jeudi 14 octobre 2010

الهشاشة الدينية

عن موقع العربية

الرباط - حسن الأشرف

حذر أحد كبار علماء الدين في المغرب من ظاهرة الزواج الذي يحصل كل صيف لآلاف المغربيات من أوروبيين خلال "سياحتهم"، معتبرا أنه "حرام" لأنه زواج من كفار. و يشهد صيف كل عام في المغرب "إقبال أوروبي" لافت على الزواج بمغربيات بالتزامن مع "سياحتهم" في البلاد، وسط وجود جملة من الظروف التي تساعد هذا النوع من الزيجات وهو استغلال التغييرات الجديدة في مدونة الأسرة التي أضعفت من شأن الولي في الزواج بحيث يمكن أن يتم العقد بدونه.

أرقام

وتقبل بعض الفتيات على هذا النوع من الزواج في ظل تفشي العنوسة واعتباره فرصة للعبور نحو الديار الأوروبية، وهو ما تؤكده أرقام رسمية تتحدث عن زواج 996 فتاة سنة 1997، وارتفع هذا العدد إلى 2507 فتاة عام 2001، ثم إلى أكثر من 5664 فتاة صيف 2007- وفق أرقام وزارة العدل المغربية.

وفاق عدد المغربيات المتزوجات بأجانب عدد الرجال المغاربة المتزوجين بأجنبيات في عام 2007، 5664 فتاة مقابل 4320 شابا مغربيا، مما يعني أن "الظاهرة" سائرة في الانتشار، رغم أن بعض الباحثين الاجتماعيين لا يرون تسميتها بالظاهرة، وإنما بالحالات المتفاقمة خاصة في المدن السياحية الكبرى مثل اكادير ومراكش وغيرهما.

وفي كثير من الأحيان يقترن الزوج الأوروبي بالفتاة المغربية مبديا إسلامه "الشكلي" حتى يتم الارتباط الرسمي، لكنه فور ما يتم الزفاف حتى يرتد عن الإسلام، الشيء الذي يؤدي إلى مشاكل تواصلية وعائلية بين الفتاة والزوج الأجنبي، بَيْد أن بعض الفتيات لا يكترثن لهذه المسألة ويعتبرن الزواج بذلك الأجنبي جسر عبور نحو "الفردوس" الأوروبي.

محرم شرعا

وأكد الشيخ محمد التاويل، من علماء القرويين بفاس ومن كبار علماء المالكية بالمغرب، في حديث مع "العربية.نت" أن هذا الزواج يعد محرما شرعا، فالنصوص القطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية تدلان على هذا التحريم، معتبرا أن الأمر محسوم بالنسبة للمغربية المسلمة التي تتزوج أجنبيا كافرا، في حين أن الرجل المسلم يمكنه أن يتزوج محصنة من أهل الكتاب.

وميز عالم الدين المغربي بين الأجنبي الذي تتزوج منه الفتاة المغربية وهو على ديانته، حيث الحكم الشرعي واضح وقطعي، وبين الأجنبي الذي يدخل الإسلام إرضاء للفتاة فقط قبل كتابة عقد النكاح، ثم يعود إلى ديانته بعد الزفاف، موضحا أن هذا الأجنبي إذا نطق بالشهادتين يكون قد دخل الإسلام حتى لو كان إسلامه شكليا بغية قبول الزواج فحسب، فأصل العقد هنا صحيح لأن الدخول إلى الإسلام يستوجب النطق بالشهادتين فقط.

وبالتالي ـ يضيف التاويل ـ إذا عاد هذا الأجنبي إلى الكفر يطبق عليه حد الردة لأنه مسلم ارتد عن دين الإسلام، فيطبق عليه الحد لقول الرسول الكريم: "من بدل دينه فاقتلوه"، ويفرق بين الزوجين بقوة الشرع، ويعتبر النكاح في هذه الحالة مفسوخا والعلاقة الزوجية علاقة غير شرعية.

لا لمبررات الفتيات

ويعتبر الدكتور محمد بولوز، الباحث في العلوم الإسلامية، من جانبه في حديث لـ"العربية.نت" أن موضوع زواج الفتيات المغربيات من أجانب يعد مؤشرا خطيرا على عمق التغييرات التي تجري في المجتمع نحو انسلاخ عدد من أفراده من قيم الدين وثوابته وأحكامه.

ويرفض بولوز أن يتم تعليل هذا النوع من الزواج من طرف الفتيات، مؤكدا أنه مهما تكن الأسباب التي يتعلل بها من يقدم من النساء على الزواج من الكفار فإنها لا تبرر هذا السلوك ولا تعطيه شرعية، وهي لا تختلف عن الأسباب التي يتعلل بها البعض للوقوع في السرقة أو الخمر والمخدرات أو الزنا وعموم الفواحش.

ويقول الباحث المغربي إنه من دون شك هناك أوضاع تشجع هذا النوع من الانحراف"الزواجي" مثل ضعف الوازع الديني وتفكك بنية المجتمع التقليدي بما أضعف سلطان عدد من العادات والتقاليد الجميلة المستمدة من الدين، وكذلك ضعف سلطان الأسرة واستغلال التغييرات الجديدة في مدونة الأسرة التي أضعفت من شأن الولي في الزواج بحيث يمكن أن يتم العقد بدونه، فضلا عن وجود بعض الأسر التي أصبح همها هو الخروج من وضعية الفقر والتهميش وتحسين وضعيتها ولو على حساب القيم والأخلاق والمتاجرة بأعراض بناتها.

mardi 12 octobre 2010

هكذا اغتصبني الشيخ




عن مرايا بريس
شهرزاد الرمحي
عذريتي المبجلة انتزعت مني، اغتصابا، في سن اللعب بالدمى..
مذ كان غمدي فتيا لا يتسع لأصبع، فإذا بسيف غادر يشق ظلام الغمد بكل وحشية  ذابحا براءتي على معبد الشهوة.. ومعبدا الطريق لآلاف السيوف..
مشهر أول سيف، كان ذاك الذي بجله دوما أهل البلدة، كانت تقصده النسوة  لرقية أبنائهن بما تيسر من القرآن، أولتركيع أزواجهن بما تيسر من الطلاسم.
كان الرجل الأول في الولائم والمآتم..
آنذاك لم تكن ببلدتنا مدرسة، وكان "لمسيد" يعج بالصغار، أغلبية  من الذكور وأقلية من الإناث، كنت إحداهن، صبية جميلة ممتلئة، بشعر حريري أخاذ،  تكبحه جدائل طويلة..
لم أكن أتجاوز التاسعة من عمري، لكن جسدي كان يبدو أكثر نضجا بإرهاصات  الأنوثة التي كانت تتخلله..
في "لمسيد كان يسمع لنا صوت كأزيز النحل، ونحن نتلو، بحماس  وتنافس،آيات القرآن، وكانت عصا "لفقيه" المديدة تقرع، موبخة، رؤوسنا  الصغيرة إن نحن أخطأنا أوسهونا.
كان "لمسيد" المكان الوحيد الذي كان والدي يسمح لي بالذهاب  إليه، عدا ذلك، كنت أظل حبيسة أركان بيتنا الكئيب، أراقب عبر شق بابه الخشبي  المهترئ صبيان الجيران وهم يلعبون، يتدافعون ويتراكلون كحمر مستنفرة حينا،  ويتنافسون في رسم دوائر وخطوطا برذاذ بولهم المتطاير حينا آخر...
أتعلمون؟
أظنني أتماطل...
فأنا أسهب في وصف تفاصيل قد تكون تافهة، وكأني أتحاشى البوح، البوح لكم  سادتي بتفاصيل يوم حفر في ذاكرتي بخنجر مسموم، فترك جرحا غائرا ما اندمل يوما ولا  يزال سمه يسري في أوصالي..
سأحكي..
لكن تأكدوا..
أنه يشق علي أن أنفض الغبار على سر خبأته، لسنين، وبعناية فائقة..
أن أنكأ جرحا متعفنا سرطن حياتي..
سأحكي..
لأن هذا أصل الحكاية.. حكاية عهري..
حدث ذلك صباح يوم صيفي.. يومها كنت قد أكملت حفظ "الزهراوين"،  كم كنت نبيهة نجيبة!
أجزل لي "لفقيه" الثناء ودعاني لمرافقته لبيته اللصيق ب "لمسيد"  ، رافقته ممنية نفسي بوفير العطاء بعد أن حزت جزيل الثناء. تركت الصغار يلهجون  بذكر الله وأصواتهم تكاد تبلغ الذرى من حدتها، ودخلت بيت "لفقيه" مودعة  براءتي على أعتابه.
لا زلت أتذكر لحيته الشعثاء وهي تكنس خدودي النضرة، وراحتيه الخشنتين وهي  تفرك جسدي الغض بجنون، ورائحة فمه الكريهة وهو يقبل، بنهم، شفاهي المرتجفة..
حتى دموعي الحرى كان يلعقها منتشيا..
أصابني ذهول ورعب كاد يفتك بي، ولم تنجح توسلاتي وصراخي في ثني حافظ  القرآن ومحفظه، عن افتراس براءتي..
بلغ رعبي أوجه حين كشف لي، مزهوا، عن عضوه المتضخم المشعر، صوبه كبندقية  إلى وجهي المصفر هلعا.. شدني الحقير من جدائلي الطويلة، ومرر ذلك الشيء المخيف على  شفاهي وحاول عبثا أن يسكنه فما كنت أزم جنباته تقززا..
صرخت وصرخت.. لكن ما كان لصرخاتي أن تسمع وملء السماء قرآن يتلى..
ذلك الوحش الآدمي، فتح فخداي بعنف، وبلا رحمة شق أخدودا في رحمي الصغير،  منتشيا على سمفونية صرخاتي المدوية..
آلامي في تلك اللحظة، لو استحضرتها الآن ووزعتها على كل قراء مذكراتي،  متعاطفين ومتهكمين، لكفتهم وزيادة، وللعنوا المجتمع المنافق وأعرافه النتنة التي  تجبر المغتصبة، صغيرة كانت أم كبيرة، على كتمان ما تعرضت له درءا للفضيحة وهي  المجني عليها، فيضمن حينها الجاني صك البراءة، بل والضوء الأخضر لمعاودة الكرة..
شيخي ذو اللحية أطفأ بريق البراءة في عيني، وسرق مني بسمة الطفولة..
خرجت من بيته ممتقعة الوجه، أتمايل ألما، لهيب حارق يعصف بما بين فخداي،  وشظايا أسئلة كبيرة كثيرة تتناثر في فكري المشتت، فلا يجد لها عقلي الصغير تفسيرا  أو جوابا..
تراءى لي بيتنا الآهل المقفر.......
وأدرك شهرزاد المساء
وأدرك شهرزاد المساء