رعى الله زمانا كان الطيز فيه مقاما محمودا مقدسا لا يأتيه إلا المطهرون، و لا ينزل بساحته إلا المتقون الورعون العارفون بالله حق معرفته ، النازلون عند أوامره المدبرون عن نواهيه. و إنه لمن شدة تعظيمهم للإمام مالك، مبيح نكح الأدبار و خادم رسول الله،فقد كان أهل المغرب يعظمون الطيز أيما تعظيم، و بالخصوص الطيز السليمَ الخالي من الحفر ، جيّد البرملة والاحدوداب ، اللواحة للبشر. هذا النوع من الطيز الذي تحلم به كل مؤمنة بالله، كانت له عندهم مكانة لا تسموها مكانة، و في قلوبهم منزلة لا تفوقها منزلة، لدرجة أنهم جعلوا له من الأسماء الحسنى تسعا و تسعين اسما و مائتهم الزك . و قد أخرج منها شيخ النار أبو قثم ما ينيف عن العشرين، أولها الكعر و الخصر و الطرّ،و الصرة و المخوصرة ، زينة الصوت، الكلتة الهامدة ، اليعفوره و النيارة، للا مولاتي ، الفرتالة ، الترمة و الزعكة ، المبرملة ، الدواحة، كدية الرحمان ،كدية الزليق، الظريفة دي قفا.،الردف والفلحة ، الرويضة، المهزوزة، الفياحة. و منه كذلك أم الخدود و ذات الجنب. فليرحم الله ذلك الزمان الذي كان يعطى فيه كل ذي حق حقه و ينزل كل ذي منزلة منزله.أما اليوم فكم من حرمة انتهكت و كم من مقدسة أهينت و منهم الطيز بطبيعة الحال،الذي نال منه الدهر و أبلاه، و أخنى عليه و أفناه، حتى أضحى يرتدي البلودجين الخشن و الزي العسكري و يقتعد مقاعد الربابنة و الملاحين عوض الأسرة و المضاجع .فأصبح طيزا كسائر الأطياز.لا يهم أن كان مكتنزا لحما أم ضامرا مهزولا ، محدودبا جيد البرملة أم مقعرا عديم الجنبات، منتفخ الكلكل أم مسطح الربوات.لا يهم...طيز و كفى...لا يجوز فيه المذكر و لا المؤنث...فبئسا له من زمن تساوت فيه حتى الأطياز... أما اليوم و مع بصيص النهضة الإسلامية المباركة أصبحنا نرى أن الطيز بدأت تعود إليه بعض من عافيته و قداسته حتى غدا التهافت عليه يشتد و الاعتناء بمظهره يمتد، فأصبحت له طقوس تحابيه و صلوات تربيه و أدوات تبرزه و دعوات تزكيه. و غدا يتلفع الحرير الهندي الأملس الذي لا يبخل بعرض أساريره الجليلة و الكشف عن تضاريسه الرهيبة، و لا بالإفصاح عن أسراره الخلابة الزاهية. و بالرغم من كل ذلك فلا زال يطلع علينا بين الفينة و الأخرى من ينغص على الطيز المسكين هدوءه و يكدر عليه صفوه.فقد أثار مؤخرا استهداف أحدهم لأرداف النساء بواسطة آلة حادة، موجة من الهلع في صفوف نساء و فتيات مدينة تزنيت إحدى حواضر جنوب المغرب، بعدما تكررت اعتداءاته على الفتيات بمختلف أحياء المدينة.حيث بلغ عدد ضحاياه لحد الساعة ست فتيات نقلن جميعهن إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية و غادرنه إلا واحدة تعتبر حالتها خطيرة.و استنادا إلى مصادر متعددة فإن الجاني الذي يعتقد أنه في الثلاثينات من عمره، يمتطي دراجة هوائية و يفاجئ ضحاياه من الخلف مستهدفا مؤخراتهن بآلته الحادة إلى درجة أن بعضهن لا يعلمن بالاعتداء عليهن حتى يبتعد عنهن بعدة أمتار، و حسب نفس المصادر فإن الجاني يختار أماكن و تواقيت تنفيذ عملياته الغادرة بعناية. فيختار ضحاياه في زوايا شبه مظلمة.و لا يميز بين الأطياز المتبرجة و لا الأطياز المحتجبة بقدر ما يحرص على أن يكون الطيز بضا في عمر الزهور لا يتجاوز العشرينات من العمر و في زاوية نائية نوعا ما عن البشر. و تؤكد المعطيات المسربة من الجهات المختصة في البحث عن الجاني أنه ليس له أي انتماء لأي من التيارات المتطرفة.كما أنه لا يعرف له أي انتماء سياسي مشيرة إلى أن الهدف من قيامه بهذه العمليات المثيرة يتلخص في احتمالين اثنين لا ثالث لهما، فإما أنه سادي يتلذذ بتعذيب الفتيات بهذه الطريقة، أو أنه يعاني من عقدة نفسية تجاه أرداف النساء.
فاللهم رب هذا الشهر الفضيل الطف بأطيازنا ، و احفظهم اللهم بحفظك الكريم من كل مختان معتد أثيم
شيخ النار أبو قثم