mercredi 29 avril 2009

لا يمتطي المجد من لم يركب الخطر



أحمد منصور و تازمامّارت

بكى أحمد منصور و نحَب ، و أظنّ أنّه في المغرب لن ير إلا العجب.
بكى ، و نسي أن ّ للتمساح دموع و أن المتنبي قال:
إذا رأيت أنياب الليث بارزة ... فلا تظنّـنّ الليث يبتسم
ترى هل بكى أحمد منصور العصماء بنت مروان و أم قرفة ؟ أم بكى بني النضير أو بني قريضة ؟
هل بكى عشرين ألفا من خيرة أصحاب نبيّه إذ تودي بهم أمهم و تقتلهم فردا فردا؟
هل بكى نبش بني العبّاس قبور بني أمية و التمثيل بأجساد أصحابها؟
هل بكى أحمد منصور ما فعله بنو سليم و بنو هلال و بنو عقيل بأجداد أحمد المرزوقي ـ ضيفه الموقّر ـ و بأرضهم و بتاريخهم و بهويّتهم ، ناهيك عن أبنائهم و نسائهم و أموالهم و مصالحهم؟؟
أنا لم أفهم ما الذي كان فعلا يبكي أحمد منصور و هو الذي جاء ليشفي قلوب قوم مسؤولين عمّا جرى للمرزوقي ، و لأجداده من قبله ، و أحفاده من بعده

طوال حلقات البرنامج، و منذ بدايته و حتى آخر ثانية منه، و أنا أترقب و أتشوّق كلمة الحقّ ،و قولَ الحقيقة. و ألاحظ مراوغات المنصور الذي امتنع عن الإشارة إلى أنّ ما حدث كان ثورة ، و لم يكن مجرّد انقلاب صبياني أودى بالانقلابيين و ظلم
صغار العسكريين. كما تحاشى إذاعة أو قراءة بلاغ الثورة كما فعل في الشهادات حول ثورة جمال عبن الناصر.. إلا أن الرّجل الذي صابر و اصطبر طوال حلقات البرنامج لم يتمالك نفسه في الدّقائق الأخيرة ، فخانته سليقته العسكرية ، و فطرته الأمازيغية التي تأبى اللف و الدّوران ، فنطق بما لا يريده أحمد منصور و كأنه هوى على أمّ رأسه بمطرقة من حديد.
لقد قال الرّجل :
الكلّ في الدّاخل و الخارج ،في أوربا و أمريكا و العالم كلّه تعاطف معنا إلا العرب و الدول العربية و المسلمة.فيا أسفي لم نر منهم ..و صمت
قولة الحق هذه انفلتت لها عينا أحمد ، و ظهرت عليه ابتسامة الشياطين إذ تتأسّف.
إنه لم ينس أنّ الذين بعثوا به ليتباكى هاهنا لم يكونوا غائبين لمّا رمي بالمرزوقي و قومه في غياهب تازمامّارت ، بل كانوا من الشاهدين و أوّل المصفقين .و لم ينس أن ما جرى لأحمد المرزوقي وأجداده الأولين ،و كلّ المغاربة قديما و حديثا ،أجمعين ، إنما هو بفضل الذين بعثوا به ليحترف البكاء، ها هنا.
كما أنه كان يعلم علم اليقين أن الذين بعثوا به لا يتعاطفون مع سادة الحرّية و الانعتاق مثل المرزوقي و قومه بل يتعاطفون مع الجلادين و المجرمين و العنصريين مثل هتلر و ستالين و غيرهم . فكيف بهم سيتعاطفون مع من يريد أن يسلخ المغرب عن أمتهم العربية الإسلامية الخيالية

بكى أحمد منصور
و الذي أعرفه هو أنّ العرب حينما يولّون وجوههم شطر بلاد المغرب إنما يفعلون ذلك لكي يضحكوا و يبتهجوا تاركين النوّاح و العويل و الصراخ وراءهم ظهريا. فما للصّورة تنقلب مع نبي الإعلام العربي!!
أحمد منصور بكى و قال:
لقد غلبتني إنسانيتي
يا سلام!
ما محلّ الإنسانية من الإعراب العربي؟
ما هو محل الإنسانية من التكفير و التخوين و النصب و الاحتيال و الكيد و التربّص و التفرقة بين المرء و أهله و ذويه الذي تمارسونه في الإعراب العربي؟
ما محل إعراب إنسانيتكم إذ تأمرون بقتل المخالف و المرتد، و تميزون البشر إلى مؤمنين و ملعونين؛ عبادا صالحين و عبيدا مقهورين؟
ما هو إعراب التّشفّي و الحقد و الحسد الذي تكتنزه تحت كلّ حرف من حروف أسئلتك؟
أنا أعرف أحمد منصور ،أعرفه مدعوذا خبيثا ، أمّارا بالسوء داعيا للترهيب و مدجّلا كبيرا. و أعرفه سياسيا نتننا ممتلئا حقدا و أضغانا...
هؤلاء الناس المظلومون ؟؟ لم يظلموا في سرقة هينة اُتهموا بها، أو زنا صراح اِقترفوه ،أو جريمة قتل عمد أو غير عمد جنوها.هؤلاء الناس اعتقلوا في أبشع جريمة شهدتها البلاد ، جريمة اغتصاب الدّولة و استهداف شخص قائدها و قتل ضيوفها مع ما استتبع ذلك من إشاعة الفوضى و البلبلة بين مواطنيها.
أرى أن هذا كلّه هين مادام حدث للمغرب و للمغاربة ، أليس كذلك يا أحمد منصور!!؟

هؤلاء الناس هم من قرّر و خطط و أطلق النار و قتل الأبرياء و زعزع الأمن و الاستقرار و الطمأنينة في البلد . هؤلاء الناس هم من سبّب في كلّ ما عانيناه منذ أن أَوْحى لهم طيشهم تنفيذ ما سوّلت إليهم به أنفسهم.
كم من الأحلام أجهضها المرزوقي و قومه ؟ كم من الزهور و الأقاحي التي أذبلها طيش المرزوقي و أصحابه؟ كم من المشاريع و المنجزات و المخططات التي أجهضها تهوّر المرزوقي و جماعته.؟
و لكن من يبكي هذا كله؟
من يبكي المفقودين و المنكّل بهم و المحرومين و المفـَقـَّرين عُنوة ؟
من يبكي المعطلين من حملة الشواهد العليا لأكثر من ثلاثين سنة؟
من يبكي وأد النهضة الثقافية المغربية و الصحوة الحضارية التي شهدها البلد طوال الخمسينيات و الستينيات؟
من يبكي تعطيل الحركة الصناعية و الاقتصادية و العلمية و الثقافية؟
من يبكي إقصاء العلمانية و العلمانيين و تعويضهم بدراويش الإسلام و المتدينين؟
طبعا ، ليس أحمد منصور..
فالذي سيبكي هذه الأشياء لن يبكيها إلا دما
أمّا أحمد فكان يبكي طربا

يقول المدعو أحمد المرزوقي أن الملك الحالي قد قام اتجاهه و أصحابه بالواجب و أكثر . فكأني به يريد القول بأن الملك الماضي لم يقم اتجاهه بأي واجب.
على كلّ هذا لا يعنيني أنا كمواطن من أفراد الشعب الذين اكتووا بتهوّر المرزوقي من جهة و تعنت الملك من جهة أخرى ـ مع العلم أن هذا الملك لو لم يتعنت مع هؤلاء الجماعة بمثل ما فعل ما كان له ليستحق عندي و عند غيري اسم ملك ـ هو أني كمواطن وكشعب لم نظلم أحدا منكما.لم نأمركم بقتل الملك و لا غيره.و لم نشر على الملك أو غيره بتقبيركم.. ففيما تسألنا إذا؟ ما هو ذنبنا الذي اقترفناه اتجاهك و عصابتك حتى نعوّضك من خزينة الدّولة أو من غيرها؟
إذا كان كلّ مجرم قام بمثل ما قمت به أنت و عوّض على فعلته من خزائن الدّول، فلن يبقى هناك لا ملوك و لا رؤساء و لا هم يحزنون!!
تقول بملء فيك أن الحسن قد عوّضكم و أنكم أضعتم ما عوّضكم به نتيجة الغفلة و النصب و الاحتيال..طيب ، و ما ذنبي أنا؟ و ما ذنب ضرائبي حتى تصرف على حضرتك؟ و ما ذنب خزينة الدّولة التي أحاسبها سنويا حتى تتورط في حوالتك ؟ ألم نقض على الموظفين الأشباح ؟ بأي حقّ تطالبون أن تكونوا استثناء؟
عل أنّ ما يهمّني أكثر هو أنّ النظام في شخص الملك المرحوم قد تنازل و اعترف و التمس من الشعب الصفح و المغفرة ، إلى جانب ما اعترفت به أنت من تعويضكم و الصلح معكم . أمّا أنتم فمتى ستستغفرون لذنوبكم اتجاه شعبكم و بلدكم و وطنكم الذي تريدونه أن يعوّضكم مرّة أخرى؟

العرب .. قلت بعظم لسانك أنهم لم يتعاطفوا معكم و أنتم في الجحور أحياء و أمواتا ، فكيف تستجديهم على آخر حياتك؟
ألا ترى معي أن أحمد منصور ببكائه و ذكائه قد أحط من قدرك وأذلّك و هزّأك يا من كنت فينا موقّرا

أبو قثم



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire