vendredi 1 mai 2009

حزقات القرآن


موت الرسول و حزقات القرآن

من أكبر مهازل المسلمين احتفال فريق منهم بعيد ميلاد نبيّهم ، و احتفال الفريق الثاني بذكرى موته . فهؤلاء يقطعون الحلويات التي نصبت عليها ثلاث و ستون شمعة و أولئك يبكون و يندبون . و المقرف أن تاريخي ولادته و مماته يتطابقان ، الشيء الذي يعتبره بلهاء الإيمان معجزة نبيهم المحترم ، و يشكّل مناسبة للاحتكاك و التطاحن بين الفريقين.
و المهزلة الكبرى هي عندما يحتفل النّواصب بعيد ميلاد رجل ميت انقرض منذ أربعة عشر قرنا!..كيف يعقل هذا؟ فالمسيحيون عندما يحتفلون بعيد ميلاد عيسى ،إنما يفعلون ذلك انطلاقا من اعتقادهم الرّاسخ بأن المسيح لم يمت، و إنما رفعه الله إليه. أمّا سادتنا النّواصب فإنهم يقرّون بموت رسولهم مقتولا بالسّمّ ، و دفنه في الأرض التي يمشون عليها، و مع ذلك فإنهم يصرّون إصرارا على الاحتفال بعيد ميلاده...
فهل من توضيح لهذا اللبس المريب؟
تقول أدبيات الرّوافض ما مفاده ،أن النبي أحسّ بدنوّ أجله لعلّة ذات الجنب التي ألمّت به .فهرع في غدير خمّ بعد عودته من حجّة الوداع إلى الوصاية لعلي بالولاية بعده و أمر الناس ببيعته.و لمّا وصل المدينة ؛ و حتى يتجنّب اللغط و الفوضى التي قد تسبّبها خطوته تلك ، فقد عمد إلى تجهيز سرية إلى بلاد الرّوم تحت قيادة أسامة بن زيد ،جعل فيها كلّ فرسان و رؤساء و وجهاء قريش، بما فيهم ابن أبي قحافة و ابن الخطّاب.ثمّ رفض أن يراجعه أحد في هذين القرارين. فما كان من ابن الخطاب و أبي بكر الذين فعلا كل ما في وسعهما ليعرقلا القرارين ، إلا أن استنجدا ببنتيهما حفصة و عائشة ، فسمّتاه في اللدّ و هو دواء ضد ذات الجنب.فمكث بعد هذا الحادث زهاء أسبوعين يتلوى على فراشه إلى أن زهقت روحه .
فيأتي مخرّفوا النّواصب ليردّوا على هذه الدّفوعات الخطيرة ، فيزعمون أنّ نبيّهم إنّما سُمَّ في غزوة خيبر قبل ثلاث سنين ، و الباعث للسخرية أن سيّدهم أبو هريرة يذكر هذه الحادثة و هو الذي لم يأت النبي و يسْلم كما يدّعي إلا بعد غزوة خيبر هذه . و يزعمون أنّ التي سمّته هي زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم اليهودية في كتف شاة أهدتها إليه..فهل يعقل هذا..؟
هل يعقل أن ابن آمنة الذي يقاتل أهل خيبر اليهود سيأكل شاة أهداها إليه أعداؤه؟
هل يعقل أن اليهودية ستهدي لعدوّها الذي يقتل عند باب خيمتها أهلها و ذويها أكلا فاخرا كان أو عاديا؟؟
و حتى لا نتساءل عن العناية و الإلهام الربانيين و عن اللطف الإلهي ، هذا السّمّ الذي قضى على بشر بن البراء، الذي شارك النبي أكل صدقة اليهودية ، ما باله لم يقض على ابن آمنة إلا بعد ثلاث سنين؟
أهذه من معجزات محمّد..؟
و أيّ سمّ هذا الذي سوف لن يقضي على المصاب به إلا بعد كلّ هذه السنين..؟
فيأتي فريق آخر من النّواصب قاصدين رأب الصّدع ، فيزعمون أنّ نبيهم إنّما مات من مرض. ثم لا يلبثون إلا قليلا حتّى يختلفوا حول نوع المرض . فتجد من قتله بذات الجنب ، و من عزا مرضه إلى داء في الصدر، و من قال بحمى الرأس الصداع ( ما سموه بالسرسام الحارّ)
يل نجد أن عائشة تقول مرّة أن زوجها مات بذات الجنب و مرّة تقول إنّما قطّع سم خيبر أبهريه
قد نتفهّم تذبذب الأخبار حول ولادة ابن آمنة ، باعتبار أن لا أحد كان ينتظره أن يصير نبيا ، وباعتبار كذلك أنّ نبوّته كانت سرّا إلهيا لم يكشف عنه إلا لحظة بعثته. و لكننا لن نفهم أبدا سرّ اختلاف المؤمنين في أمر وفاته و هو القدوة و النبي و الحبيب و المثل الأعلى؟ ألم يمت بينهم..؟ ألم يكونوا كلّهم مجتمعين حوله يعودونه و يدخلون عليه و يكلّمونه ، بدليل أحاديثهم التي لا تعدّ و لا تحصى..؟فكيف بهم لا يعرفون سرّ مقتل نبيهم ؟ أ إلى هذه الدّرجة كان القوم أمّيين جاهلين؟
و لماذا يتهم الشيعة زوجتي النبي؟
ثمّ لماذا تتناقض عائشة في أخبارها عن موت زوجها ؟
لقد اختلف النواصب و الرّوافض في أمر مقتل نبيهم و لكنهم من حيث لا يدرون اتفقوا على أن الله لم يعصم نبيّه من الناس
فالله لم يعصم محمّدا إذ سحروه كما سبق أن أشرنا في طيات مدوّنتنا و ها هو ذا لم يستطع أن يعصمه من سم اليهودية أو سمّ عائشة ، كما لم يستطع أن يعصمه من بكتريا الصدر و لا فيروس الرأس.. فإمّا أن ابن آمنة كاذب أشر.. و إمّا أنّ آية و الله يعصمك من النّاس حزقة من حزقات القرآن .. و إلا فإن الله إله ابن آمنة هو الحزقة الكبرى إن كنتم تعلمون

أبو قثم




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire