samedi 18 avril 2009

مهازل المسلمين

3 ـ الفتوى و الرّياضة و العيون السّود ـ 

وصف الشيخ السعودي عبدالرحمن البراك من ترتاد الأنديةالنسائية للتشجيع والتفرج بـ"قليلة الحياء" أو "عديمته"، مؤكداً أن تلك الأندية في حقيقتها "ملاعب وملاهي"، فيما ردت "لينا" وهي كابتن فريق "جدة يوناتيد" على الفتوى وقالت إن "الرياضة سنة مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم". وقال الشيخ البراك في فتوى صدرت الخميس 16-4-2009، على موقعه الرسمي على الانترنت، إن افتتاح النوادي النسائية الرياضية ليس عملاً صالحاً "بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة"، وذلك بعد أن سئل عن حكم فتحها والمطالبات الداعية إلى ذلك، ومستنداً في حكمه إلى ما اصطلح على تسميته "فقه الواقع". ويعد موضوع مشاركة النساء في الرياضة من القضايا التي شهدت جدلاً حامياًخلال الأعوام الماضية، حيث شهدت نقاشاً واسعاً بين المثقفين ورجال الدين ما بين مؤيد ورافض، كما تمت مناقشة ملف إدخال الرياضة إلى مدارس البنات قبل عدة سنوات عبر مجلس الشورى السعودي، إلا أن المشروع أجهض في حينه. وذكر الشيخ البراك في سياق الفتوى أن "ما يذكره بعضهم من مسوغات لفتح هذه الأندية من خروج بعض النساء للرياضة بالدوران على بعض المباني، هو خطأ من قلة من النساء لا يصح أن يعالج بخطأ أعظم منه، وهو فتح أبواب واسعة لخروج المرأة في كل نواحي المملكة".


نص الفتوى


وأشار الشيخ في فتواه إلى أن هذه الأندية لا تحقق الرياضة إلا للمشاركات في المباريات، وهذا لا يتاح إلا لقلة من النساء، كما هو الشأن في أندية الشباب، مضيفاً "سائرهن يحضرن للتفرج والتشجيع كل لفريقه، كما أن من المعلوم أنه لن يرتاد هذه الأندية من النساء إلا من تكون قليلة الحياء أو عديمته. وعلى هذا فهذه الأندية في حقيقتها ملاعب وملاهٍ، وستضاف مفاسد هذه الأندية النسائية أخلاقية وأمنية إلى ما تعانيه الأمة من مفاسد أندية الشباب، مع ما يسبق ذلك وما يلحقه من إنفاق الأموال الطائلة من المال العام والخاص على ما يضر ولا ينفع". وأكد الشيخ البراك أن من دعا أو أعان عليها يشترك في الإثم، "وينبغي أن يعلم أنه يشترك في إثم ما ينجم عن هذه الأندية من المفاسد في الحاضر والمستقبل الداعون إليها والمعينون عليها".


الرياضة سنّة


وقالت لينا كابتن فريق كرة السلة السعودي "جدة يوناتيد" إن ممارسة الرياضة سُنة مأخوذة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأضافت في حديث خاص لـ"العربية.نت": "أدعو من يستطيع قراءة كتاب (دعوة الإسلام إلى ممارسة الرياضة)، والذي تم مراجعته من قبل الدكتور عبدالله بركات عميد جامعة الأزهر، وقد نص فيه على أن الرياضة سنة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم". وأضافت "هذا ليس كلامي فأنا لست مفتية ولكني أستند إليه، حيث إن الرسول مارس الرياضة مع زوجته وكانت زوجته عائشة رضي الله عنه تسابقه في الجري". وكان فريق "جدة يوناتيد" لكرة السلة أخيراً فاز في بطولة نسائية شارك فيها 6 فرق سعودية في مدينة جدة تم تنظيمها للسنة السادسة على التوالي. كما عاد فريق "جدة يوناتيد" أخيراً من الإمارات بعد أن شارك في عدة مباريات مع فرق نسائية إماراتية وحقق نتائج ايجابية، كما أشارت صحيفة "الرياض" اليوم.


ونبهت الكابتن لينا إلى أن نسبة المسلمين الذي نجحوا في الحصول على ميداليات على مستوى الاوليمبياد لا يشكلون سوى 2%، "الأمة بذلك أصبحت ضعيفة فالعقل السليم في الجسم السليم، وإن لجسدك عليك حقاً". وأكدت في ذات السياق أن الرياضة مهمة جداً للمرأة من ناحية محاربتها للسمنة وهشاشة العظام، وكونها من أهم مضادات الاكتئاب. وقالت الكابتن لينا "نحن أيضاً غيورون على ديننا وبلدنا"، مبدية دهشتها ممن يصفون الرياضة النسائية على أنها "باب للفتنة"، مضيفة "ألا توجد ثقة بأمهات المسلمين، ونحن نقول لهم نعم لدينا حدود في الشريعة لن نتعداها ولن نخرج بالشورت أو خلافه فلِمَ يفكرون بهذه الطريقة؟". وبينت أن المرأة تشارك في مختلف أنواع الرياضات في جميع دول الخليج عدا السعودية، "لماذا نحن لا نفعل ذلك؟ أليسوا مسلمين مثلنا أم أننا المسلمون الوحيدون في العالم؟".


فتوى بلا تأصيل شرعي


من جهته اعتبر الكاتب السعودي المعروف محمد آل الشيخ الفتوى أنها "تفتقر إلى التأصيل الشرعي"، وأضاف في حديث خاص لـ"العربية نت": "هو يفترض تصوراً معيناً وينطلق منه إلى التحريم، كنت لأتفهم لو اشترط عدم اختلاط النساء بالرجال مثلاً في النوادي النسائية، أما التحريم المطلق والذي وصل إلى تحريم المشي في الأماكن العامة، كما جاء في الفتوى، فهذا تشدد لا يمكن قبوله على عواهنه". وأوضح آل الشيخ أنه لو قام البراك بسؤال أحد من الأطباء ممن يثق فيه عن مآل الإنسان رجلاً كان أو امرأة إذا ما ترك الرياضة، من أمراض وعلل، لأدرك أن هذه الفتوى ضرب من ضروب التشدد، مستطرداً "أثبت الطب والعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن ممارسة الرياضة ضرورة وقائية قبل أن تكون علاجية، فلماذا يضيّق على نساء المسلمين، هداه الله". وفي ختام حديثه نصح الشيخ البراك بأن يراجع فتواه "خاصة أنه في هذه الفتوى ينطلق، كما يقول بالنص، من فقه الواقع، والواقع الذي يثبته الطب يقف من اجتهاده موقف النقيض".

أبو قثم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire