تحية صاحبة البستان
تحية يا راوند ي زنديق الشرق
لو بقي أولئك القوم على ما هم فيه من غيٍّ و سفالة فلن يلبثوا أن يبنوا كعبة و مطافا و صفا و مروة للنساء. و ما الغد ببعيد..
منع الاختلاط في جميع مناكب الأرض إلا في مكة ؛ملاحظةٌ مخطوطة لديهم في مذكراتهم من زمان ، و لكنهم لم يجدوا لها حلا غير التعويم و التعمية في طرح التعاليل.فكثير من الشعراء تحدثوا عن مغامراتهم في مهرجان مكة و عن تبادلهم القبلات قرب الحجر الخرافي.كما أن في ذاك الاختلاط المسموح به إغراء لضعيفي النفوس المكبوتين بفعل الدين ، و تحبيبٌ لهم في تلك المناسبة الفريدة التي يأكلون فيها اللحم على أشكاله المطبوخ و المطهو و المنصوب و كذلك النيئ و الأخضر الذي لم تره عين و لم تمسسه نار.فكم منهم و خصوصا المعممون من لا يلمس المرأة إلا في موسم الحج.موسم الترويح عن النفس إسلاميا..
منع الاختلاط سياسة و إيديولوجيا لا تتعلق بالإسلام لوحده.بل هي خاصية تلازم كل نظام دكتاتوري قمعي تسلطي. هذه الأنظمة سواء أكانت يسارية أو يمينية ؛ شيوعية أو برجوازية؛ دينية أو لائكية تتخذ من تنظيم الجنس و التحكم في الأعضاء التناسلية وسيلة للتحكم عن بعد في الرعية البهيمية المتخلفة. فتجعل منها كائنات تفكر بواسطة فروجها. و تضع تنظيما اجتماعيا عموديا يعتمد الأسرة البطريركية وحدة اجتماعية يسهل من خلالها إنفاذ رغبات الحكام بكل الجرأة المطلوبة. و في هذا الصدد نجد العالم و الفيلسوف فيلهلم رايش في كتابه الثورة الجنسية يجيب على كثير من تساؤلات الأخت صاحبة البستان ، يسعدني أن أقـتضب منه ما يلي... الكتاب من ترجمة محمد عيتاني مطبعة دار الندوة .الثورة الجنسية لفلهم رايش
- الأسرة البطريركية هي الحل البنيوي و الإيديولوجي لإعادة إنتاج جميع الأنظمة الاجتماعية التي تقوم على التسلط
- الأسرة البطريركية تنتج الطفل الخاضع الخانع و الهياب و المطيع لسيده و أبيه أولا ؛ ليس فقط من خلال السلطة الفعلية للأب في الأسرة، و هي سلطة دكتاتورية ؛ بل بـقوة الأخـلاق والدين و الـقانون.و هذه القوة الثلاثية الأبعاد سلطة فيزيائية و اقتصادية و اجتماعية و إيديولوجية تجد مرساها في التربية بما فيها التربية الجنسية . بذلك تخلق الأسرة البطريركية ؛ بعد أن تعد ابنها ليكون فردا صالحا من الرعية ؛ دائما من جديد إمكانية تحكم حفنة من أصحاب السلطة بعامة الناس و استعبادهم
- الأسرة البطريركية مؤسسة لتنظيم الجنس و تقييده و لتهيئ الطفل للزواج و تكوين أسرة منسوخة عن الأسرة الأم.إنها مدرسة لتدريب الأطفال منذ الولادة على الكبت الجنسي . و يتجلى القـمع الجنسي للأسرة اتجاه الأطفال بصورة رئيسية في منع الاستمناء أي الإرضاء الذاتي و منع اللعب بالعضو الجنسي .و كذلك منع الألعاب الجنسية مع الأطفال الآخرين..بتأثير هذه المحظورات، تطرأ لدى الأطفال تغييرات خطيرة في البنية النفسية و بالتالي في السلوك الفردي و الاجتماعي.
- بـالكبت الجنسي توفر الطبقة المتسلطة الطاقة الإنسانية لاستخدامها في الإنتاج و الاستهلاك
-المكبوت ليس بقادر على العمل الخلاق عكس الإنسان المشبع جنسيا الذي لا يكون مستعدا للقيام بعمل مغترب خارج عن إرادته و لا يرى فيه تحقيقا لإنسانيته.
- يمهد الكبت الجنسي للاستهلاك اللاعقلي كتعويض وسلوان عن الحاجة الجنسية غير المسدودة
- الرأسمال يستغل الكبت في دعم إنتاجه و تصريفه و يستفيد منه في تقوية تسلطه.
- الكبت يحول الطاقة الجنسية إلى عدوانية تنضم إلى عدوانيات أخرى ناتجة عن الاضطهاد اليومي الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي؛ تستغل الفئات الحاكمة هذه العدوانية فتوجهها ضد عدو موهوم فتقاد بها الحروب لمصلحة الرأسمال المحلي..
أما سيغموند فرويد فيقول عن الكبت الجنسي أنه ضروري لإقامة الحضارة
هذا عن منع الاختلاط أسبابه و أهدافه و غاياته.أتمنى أن أكون به قد أفدت و استفدت.
و تحياتي للجميع
أبو قثم
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire