من هزليات الفنان الصحابي الكبير أبي هرّ ،جولته الأسبوعية في الجنة ، حيث يلتقي بالمتسكعين من أتباعه في ضيافة الرحمن ، الذي يخرج عندهم ليجالسهم و يسامرهم و يبادلهم نوادره و مغرّباته: ثم يتفضل عليهم بالدخول إلى السوق (السوبرماركت الإلهي) يستبضعون منه بدون مقابل على الحساب الإلهي المفتوح
حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة
أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقال سعيد
أفيها سوق؟ قال:
نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ويتبدئ لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلئ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة . ويجلس أدناهم وما فيهم من دني على كثبان المسك والكافور وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا.. قال أبو هريرة :<o></o>
قلت يا رسول الله وهل نرى ربنا
قال نعم
قال هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر
قلنا لا
قال كذلك لا تمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة،(حادثه الله محادثة)، حتى يقول للرجل منهم يا فلان بن فلان أتذكر يوم قلت كذا وكذا فيذكر ببعض غدراته(مغامراته) في الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لي فيقول بلى فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه..
فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ويقول ربنا تبارك وتعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيها ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل إليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها ثم ننصرف إلى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا
سنن الترمذي .. كتاب صفة الجنة عن رسول الله .. باب ما جاء في سوق الجنة
و المؤسف في هذه الهزلية أن النساء حرمهن أبو هريرة من رؤية الله و التمتع بضيافته؟ و كأن سوق الجنة سوق رجالي كأسواق دمشق و المدينة!!. فما معنى أن يعود أبو هريرة إلى زوجته في الآخرة و يحكي لها عن ضيافة الله له؛ تماما، كما يفعل في الدنيا، لمّا يعود من عند معاوية أو مروان بن الحكم فيحكي لزوجته ما رآه و سمعه في قصريهما ؟
كم أحب أبا هريرة شيخ المضيرة الفنان الكاريكاتوري الأول في التاريخ الذي استطاع بحنكته اللامسبوقة أن يستهزئ بمحمد و ربّه و أتباعه ، ثم ينال بعد ذلك الإمامة و الولاية و الدرجة الأولى في الرواية و الحديث
ما أعظمك يا أبا هر!
أبو قثم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire