من كلّ ما تقدّم وجدنا أن قريشا قد طعنت في نسب محمّد لعبد الله بن عبد المطلب بن هشام و حجّتهم في ذلك أنه كان (ص) أصغر من عمّه حمزة بأربع سنين ، و هو الذي تزوّجت أمّه و أمّ حمزة في نفس الليلة . بل رأينا السير تذهب إلى التدقيق أكثر ، فتؤكّد أنّ أبا محمّد قد دخل بأمّه في نفس ليلة زواجهما ، و لم يمكث معها سوى أشهر فتوفي و تركها حاملا.(هنا يتبادر إلى الذهن سؤال لا بدّ منه . بما أنه عقليا و علميا و واقعيا الحمل لا يمكنه أن يدوم أكثر من تسعة أشهر ونيف ، فابن من يا ترى هذا الذي ولدته آمنة بعد أربع سنوات ؟؟ ثمّ ذاك الجنين الذي توفي عبد الله و هي به حامل ماذا حدث له ؟ و من هو؟ و لماذا طواه التاريخ و شمله
الإهمال؟)اسمعوا ماذا تقول سيدة النساء عن حملها بمحمّد بعد أربع سنوات من موت عبد الله
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء الا أني قد أنكرت رفع حيضي وربما كانت ترفعني وتعود وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال هل شعرت أنك حملت فكأني أقول ما أدري فقال انك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم الإثنين قالت فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنا ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد قالت فكنت أقول ذلك فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي تعلقي حديدا في عضديك وفي عنقك قالت ففعلت قالت فلم يكن ترك علي الا أياما فأجده قد قطع فكنت لا أتعلقه.)
كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد
لماذا تنكر سيدة النساء رفع حيضها ؟ أليس لأنها تعلم سبب و كيفية حملها و لم تجد الأعذار بعد لتمرّر فعلتها تلك و خصوصا و هي التي في ضيافة صهرها بعد موت زوجها؟ أليست فضيحتها بجلاجل كما يقول المصريون؟
ثمّ ما معنى أتاني آت و أنا بين النائم و اليقظان فقال هل شعرت أنك حملت ؟
أليس هذا يعني أن الآتي يعرف متى و كيف و أين حبلت سيدة النساء؟ و ليس ببعيد أن يكون هو ذاك الكندي المذكور..
تقول قريش إذا كان عبد المطلب قد دخل بهالة أم حمزة في نفس الليلة التي بنى فيها ابنه بآمنة فإن الوليدين سيكونان في نفس العمر ، هذا إن لم يكن ابن عبد الله أكبر من ابن عبد المطلب . لكن الذي حدث مع كل الأسف ـ تقول قريش ـ كان ضد جميع النواميس و القوانين الطبيعية فمحمّد لم يولد إلا بعد أربعة سنين من موت أبيه . هذا ما لم تستسغه العقول الجاهلية و لم تقبله مع كل الأسف بينما نجد بلهاء في عصر الأقمار و تكنولوجبا الإعلام يصدّقون بهذه الترّهات)
كما أن قريش تعرف حادث حمل سيدة النساء المذكور أعلاه و تعرف أكثر منه.
فمثلا يعرف أهل قريش أن نساء مكة إبان ولادة النبي و قبلها و حتى في الإسلام كان يأتيهن الآتون و هن يصلين أو نائمات و لا يدرين متى يرمون فيهن كالشهب و ينصرفون,
لكم أن تتصوروا كيفما شئتم نساء منوّمات رافعات أرجلهن و يأتي كل من هبّ و دبّ فيرمي فيهن كيفما شاء . و يروح لحال سبيله
ثمّ يأتي من يتهم العلمانية بالفساد و الفجور
رواه الطبراني في الصغير.منتخب كنز العمال كتاب الحدود من قسم الأفعال فصل في أنواع الحدود . 13484-
عن أبي موسى الأشعري قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة من أهل اليمن، قالوا: بغت، قالت: إني كنت نائمة فلم أستيقظ إلا برجل يرمي فيّ مثل الشهاب، فقال عمر: يمانية نؤوم شابة فخلى عنها ومتعها.
فهذا الذي تحدث عنه أبو موسى لم يحدث في الجاهلية بل هو ذراع محمد الأيمن الذي أيده و أجاز الاعتذار به,
عن النزال بن سبرة قال: إنا لبمكة إذا نحن بامرأة اجتمع عليها الناس حتى كادوا أن يقتلوها، وهم يقولون زنت زنت، فأتي بها عمر بن الخطاب وهي حبلى، وجاء معها قومها فأثنوا عليها خيرا. فقال عمر: أخبريني عن أمرك، قالت: يا أمير المؤمنين، كنت امرأة أصيب من هذا الليل، فصليت ذات ليلة، ثم نمت، فقمت ورجل بين رجلي فقذف فيّ مثل الشهاب، ثم ذهب، فقال عمر: لو قتل هذه من بين الجبلين أو الأخشبين لعذبهم الله، فخلى سبيلها، وكتب إلى الآفاق أن لا تقتلوا أحدا إلا بإذني. (*)
رواه البيهقي في السنن. منتخب كنز العمال كتاب الحدود من قسم الأفعال فصل في أنواع الحدود.13483-
الفاروق الذي قال عنه محمد الذي لا ينطق عن الهوي أن الله جعل الحق عند لسان عمر وقلبه يرى بأن المرأة الزانية والتي تبين حملها تستحق البراءة لأن الذي قذف فيها مثل الشهاب أو مثل طلق النار هو أمر شائع في جزيرة العرب وبين نسائها وهو ليس بزنى ...
كما أن قريش كانت تعلم أن آمنة لم تحمل بمحمّد لوحده ، بل حملت بغيره مرارا و تكرارا و قد أوردنا أحاديث تسند ذلك.
كل هذه الأسباب متظافرة جعلت قريش ترفض نسب محمد إليها و تتبرأ منه ، إلا عبد المطلب .
فهل هذا يعني أن الرجل كان غبيا لا يفقه ما يروج حوله؟ أم أنه تبنى الصبي و هو يعلم أنه ابن زنى ؟
و حتى لا تكون إجاباتنا من قبيل الرجم بالغيب و جب التذكير بما سبق أن رأيناه على صفحات هذه المدونة تحت عنوان الحياة الاجتماعية الإسلامية . تلك الحياة المنفلتة و المتسيبة التي نشأ و ولد فيها محمّد ، و التي كان عبد المطلب أحد رجالاتها و أكابر الفاعلين فيها
لقد ولد محمد في مجتمع صحراوي تحكمه قواعد الترحال ،الأرض فيه مشاعة ،و الملكية مشاعة ، و الجنس مشاع .كما أن عادة وأد البنات قد وسمته بنوع من عدم التوازن ، حيث قلّت النساء و كثر الّذكور ،ما أدّى إلى ظهور أنماط من الأنكحة مختلفة و متنوعة
تقول عائشة :
إن النكاح في الجاهليّة كان على أربعة أنحاء . فنكاح منها: نكاح الناس اليوم،يخطب الرّجل إلى الرّجل وليّته أو ابنته فيصدُقها ثم ينكحها.
و نكاح آخر : كان الرّجل يقول لامرأته إذا طهرَت من طمثها ( إذا حسب هذا الحديث فالمرأة كانت تتطهّر من الطمث قبل الإسلام و أنّ الإسلام ليس هو من علّمها و فرض عليها الطّهارة!!) :أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه..و يعتزلها زوجها و لا يمسّها أبدا حتّى يتبيّن حملُها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه. فإذا تبيّن حملها أصابها زوجها إذا أحبّ.و إنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد.فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع
ونكاح آخر : يجتمع الرهط ما دون العشرة. فيدخلون على المرأة كلّهم يصيبها.فإذا حملت ووضعت . و مرّ عليها ليال بعد أن تضع حملها ، أرسلت إليهم . فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها؛ تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، و فد ولدت، فهو ابنك يا فلان<<تسمّي من أحبّت باسمه ، فيلحق به ولدُها لا يستطيع أن يمتنع منه الرّجل. و نكاح رابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها، و هنّ البغايا، كنّ ينصبن على أبوابهنّ رايات، تكون علما لمن أرادهنّ دخل عليهنّ. فإذا حملت إحداهنّ و وضعت حملها جمعوا لها و دعوا لهم القافلة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط به و دعيّ ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلمّا بعث محمّد بالحقّ هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج9 ص 150
و في الواقع فإن محمّدا لم يهدم هذه الأنكحة فحسب بل أنكحة أخرى عديدة لم تذكرها عائشة؛ اعتمد في هدمها ؛كما في
مجمل تشريعاته الدنيوية لتنظيم الحياة الجنسية؛ عـلى تلك القوانين اليهودية التي سنَّها موسى في التوراة قبل آلاف السنين . فالأنكحة التي كانت منتشرة في العصر الجاهلي كثيرة:
نكاح الاستبضاع و نكاح المخاذنة و نكاح البدل و نكاح المضامدة ونكاح الرهط و نكاح السّر و نكاح الشفار و نكاح المساهاة و نكاح المحارم و نكاح الزنا و نكاح البغايا و اللواط و السحاق و إتيان البهائم
نعم هذا هو المجتمع العربي قبل الإسلام ؛ كما في الإسلام .
لم يكن أبدا مجتمع عفة و لا طهارة ؛ بل كان دائما مجتمعا متسيبا منحلا منفلتا.
و هذه الأنماط من الأنكحة هي التي أنجبت السلف الصالح و من تبعهم بإحسان من خلفاء و صحابة و مجاهدين و متخلفين . فنجد مثلا في دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني الفصل العاشر في تزويج أمه آمنة بنت وهب ؛ وكذلك في عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب تزويج عبد الله آمنة بنت وهب ؛ وفي كل كتب السيرة والسنة كسيرة أبن هشام والسيرة الحلبية والطبقات الكبرى وغيرها :
حدثنا عمر بن محمد .. .. عن أم سلمة وعامر بن سعد عن أبيه سعد قال أقبل عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلعم وكان في بناء له وعليه أثر الطين (الغبار) فمر بامرأة من خثعم وقيل العدوية وقيل أخت ورقة فلما رأته ورأت ما بين عينيه دعته إلى نفسها وقالت له إن وقعت بي فلك مائة من الإبل فقال لها عبد الله حتى أغسل عني هذا الطين الذي علي وأرجع إليك؛ فدخل عبد الله بن عبد المطلب على آمنة بنت وهب فوقع بها فحملت برسول الله صلعم الطيب المبارك ثم رجع إلى الخثعمية أو العدوية فقال لها هل لك فيما قلت؟ قالت لا يا عبد الله قال ولم؟ قالت لأنك مررت بي وبين عينيك نور ثم رجعت إلى وقد انتزعته آمنة
و قال ألواقدي هي قتيلة بنت نوفل وعن أبن عباس قال أنها امرأة من بني أسد وهي أخت ورقة كانت تنظر وتعتاف (عرّافة) فمر بها عبد الله فدعته لتستبضع منه ولزمت طرف ثوبه فأبي وقال حتى آتيك وخرج مسرعا حتى دخل على آمنة فوقع عليها فحملت برسول الله صلعم ثم رجع إلى المرأة وهى تنتظره فقال هل لك في الذي عرضت عليّ؟ فقالت لا ...
نهاية الأرب للنويري باب ذكر خبر المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب وما أبدته من سبب ذلك.
فهذا عبد الله بن عبد المطلب تريد امرأة أن تستبضع منه و في رواية أخرى مفابل ما فداه به أبوه من الإبل
أما في السيرة الحلبية باب باب تزويج عبد الله أبي النبي صلعم آمنة أمه صلعم وحفر زمزم وما يتعلق بذلك فنجد
فنكاح البغايا قسمان وحينئذ يحتمل أن تكون أم عمرو بن العاص رضي الله عنه من القسم الثاني من نكاح البغايا فإنه يقال إنه وطئها أربعة وهم العاص وأبو لهب وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب وادعى كلهم عمرا فألحقته بالعاص وقيل لها لم اخترت العاص قالت لأنه كان ينفق على بناتي ويحتمل أن يكون من القسم الأول ويدل على ما قيل إنه ألحق بالعاص لغلبة شبهه عليه وكان عمرو يعير بذلك عيره بذلك علي وعثمان والحسن وعمار بن يسار وغيرهم من الصحابة رضي تعالى عنهم.
قال الإمام الحسين لعمرو بن العاص في الاحتجاج:أما أنت يا عمرو بن العاص الشاني اللعين الأبتر؛ فإنما أنت كلب أول أمرك إن أمك بغية(قحبة) وإنك ولدت على فراش مشترك ؛ فتحاكمت فيك رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة وعثمان بن الحرث والنضر بن الحرث بن كلدة والعاص بن وائل ؛ كلهم يزعم أنك ابنه فغلبهم عليك من قريش ألأمهم حسبا واخبثهم منصبا وأعظمهم بغية...
الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي باب إحتجاج الإمام الحسن في مجلس معاوية.
هذا هو المجنمع النبوي الذي لم يكن يهتم بنسب الأولاد بقدر ما كان يهتم بجنس المولود ، فإذا كان ذكرا فهو مرحب به و إن كان أنثى فهي عارو عيب وجب الخلاص منه . و عبد المطلب مثله مثل أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة وعثمان بن الحرث والنضر بن الحرث بن كلدة والعاص بن وائل فرح بصبي آمنة لأنه ذكر مستوف للشروط المطلوبة
هذه هي مهزلة نسب الرسول التي خلقت لمؤسسي الإسلام العمري و الأموي أزمة حقيقية لا زالت قائمة لحدّ الآن
و سنرى في الحلقة المقبلة المبررات التي يسوقها أئمة الإسلام و مدعوذو العصر الحالي لدرء الشبهات عن سيد البشر ابن آمنة بنت وهب
أبـــــــــــو قـــــــــــــثم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire