samedi 6 juin 2009

مهزلة نسب الرسول الجزء الأخير

 

تلخيصا لكل ما سبق نقول أن سيدة النساء؛ بعد موت بعلها بأربع سنين؛ إمّا أنها استبضعت من رجل من كندة ، أو أنها أتاها؛ و هي بين اليقظانة و النائمة ؛آت فرمى فيها مثل شهاب النار و انصرف ، فحبلت بمحمّد. و هذا ما بدأ يجهر به أهل قريش و استغله المنافقون. فتعالى الهمز و اللمز و التغامز مما أدى بالعباس إلى رفع الأمر إلى النبي. لكن تدخله الذي سبق ذكره لم يغلق الأفواه المفتوحة و لم يقنع العقول المتشككة . فالتجأ (ص) لإنهاء هذه الأزمة و إغلاق هذا القفل إلى صرامته المعهودة مكفّرا الطعن في النساب و متوعدا بالويل و الثبور كل من تشكك في الأنساب

 

عن أبي هريرة عن النبي صلعم قال: ثلاث من الكفر بالله شق الجيب و النياحة والطعن في النسب.

 

الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم3437 المستدرك للحاكم من حديث أبي هريرة.

 

الطعن في النساب كفر!!!

و الظاهر أن هذا العلاج استمرّ مفعوله إلى عهدي عمر و الأمويين ـ عهد التأسيس الحقيقي للإسلام ـ ثمّ عاودت الأزمة الكامنة الظهور من جديد . فما كان من ذراع محمد الأيمن ،الذي جعل الله الحقّ على لسانه، إلاّ أن فكر و قدّر، ثم فكّر و قدر؛ فابتكر ما لم يأته الجاهليون و لا البدائيون و لا قوم تبع و لا السريانيون و لا الفراعنة و لا أي قوم من خلق الله أجمعين

 

 ففي تفسيره للآية الثامنة من سورة الرعد

 (الله يعلم ما تحمل كلّ أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد.و كلّ شيء عنده بمقدار .عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال) ؛

يقول القرطبي:

 

وَرُوِيَ أَيْضًا أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ! إِنِّي غِبْت عَنْ اِمْرَأَتِي سَنَتَيْنِ فَجِئْت وَهِيَ حُبْلَى ; فَشَاوَرَ عُمَر النَّاس فِي رَجْمهَا , فَقَالَ مُعَاذ بْن جَبَل : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ! إِنْ كَانَ لَك عَلَيْهَا سَبِيل فَلَيْسَ لَك عَلَى مَا فِي بَطْنهَا سَبِيل ; فَاتْرُكْهَا حَتَّى تَضَع , فَتَرَكَهَا , فَوَضَعَتْ غُلَامًا قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ ; فَعَرَفَ الرَّجُل الشَّبَه فَقَالَ : اِبْنِي وَرَبّ الْكَعْبَة ! ; فَقَالَ عُمَر : عَجَزَتْ النِّسَاء أَنْ يَلِدْنَ مِثْل مُعَاذ ; لَوْلَا مُعَاذ لَهَلَكَ عُمَر .

 

هكذا يبتكر السيد عمر نظرية الحمل بسنتين.

هذه النظرية العمرية لم تحدث قبل عمر، و لم تذكرها أسفار الأولين و لا الآخرين. تصوّروا أن الأنكا في غياهب الحياة البدائية لا يقولون مثل هذه الفرية ، بل حتى الإسكيمو في مجاهل القطب لم تخطر على بالهم مثل هذه الخرافة.

إلا أن هذه النظرية قد لاقت بطبيعة الحال من دجالي الإسلام و الأشاعرة المخدِّرين الكثير من الاستحسان و القبول.فاحتضنوها أيّما احتضان و شملوها بالرعاية و مهّدوا لها كلّ التمهيد.فاخترعوا لها من الحجج و الأدلة و البراهين ما يجعلها خرافة تدبّ على الأرض وتقتات من جماحم البلهاء و تدود عن نفسها كلّ الدود

فتكون عائشة التي لم تحبل و لم تلد قط أوّل و أكبر المتبنين للنظرية العمرية.

حيث نجد في نفس المصدر السايق

َرَوَى اِبْن جُرَيْج عَنْ جَمِيلَة بِنْت سَعْد عنْ عَائِشَة قَالَتْ : يَكُون الْحَمْل أَكْثَر مِنْ سَنَتَيْنِ قَدْر مَا يَتَحَوَّل ظِلّ الْمِغْزَل ; ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيّ .

ثمّ يضيف:

. وَقَالَتْ جَمِيلَة بِنْت سَعْد - أُخْت عُبَيْد بْن سَعْد , وَعَنْ اللَّيْث بْن سَعْد - إِنَّ أَكْثَره ثَلَاث سِنِينَ . وَعَنْ الشَّافِعِيّ أَرْبَع سِنِينَ ; وَرُوِيَ عَنْ مَالِك فِي إِحْدَى رِوَايَتَيْهِ , وَالْمَشْهُور عَنْهُ خَمْس سِنِينَ ; وَرُوِيَ عَنْهُ لَا حَدّ لَهُ , وَلَوْ زَادَ عَلَى الْعَشَرَة الْأَعْوَام ; وَهِيَ الرِّوَايَة الثَّالِثَة عَنْهُ

 

هكذا ، بين عمر و فترة الأمويين تطوّر الحمل إلى أن أصبح لا حدّ له؟

فعوض أن يصححوا خطأ النظرية العمرية زادوها عطبا على عطب؟

على أنّ لمالك هذا دور مهم في عملية ترسيخ النظرية العمرية ، إذ استطاع الانتقال بها من طور التنظير و الافتراض إلى مرحلة التجريب و التطبيق لتصبح قانونا علميا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه

. رَوَى الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ الْوَلِيد بْن مُسْلِم قَالَ : قُلْت لِمَالِك بْن أَنَس إِنِّي حُدِّثْت عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ : لَا تَزِيد الْمَرْأَة فِي حَمْلهَا عَلَى سَنَتَيْنِ قَدْر ظِلّ الْمِغْزَل , فَقَالَ : سُبْحَان اللَّه ! مَنْ يَقُول هَذَا ؟ ! هَذِهِ جَارَتنَا اِمْرَأَة مُحَمَّد بْن عَجْلَان , تَحْمِل وَتَضَع فِي أَرْبَع سِنِينَ , اِمْرَأَة صِدْق , وَزَوْجهَا رَجُل صِدْق ; حَمَلَتْ ثَلَاثَة أَبْطُن فِي اِثْنَتَيْ عَشْرَة سَنَة , تَحْمِل كُلّ بَطْن أَرْبَع سِنِينَ . وَذَكَرَهُ عَنْ الْمُبَارَك بْن مُجَاهِد قَالَ : مَشْهُور عِنْدنَا كَانَتْ اِمْرَأَة مُحَمَّد بْن عَجْلَان تَحْمِل وَتَضَع فِي أَرْبَع سِنِينَ , وَكَانَتْ تُسَمَّى حَامِلَة الْفِيل .

تفسير القرطبي ، الآية الثامنة من سورة الرعد

 

و هكذا ؛ و ضدا على كلّ النواميس و القوانين الطبيعية ؛ أصبحت للنظرية العمرية تطبيقات على أرض الواقع

فهذا الضَّحَّاك يقول عن نفسه : وَضَعْتنِي أُمِّيّ وَقَدْ حَمَلَتْ بِي فِي بَطْنهَا سَنَتَيْنِ فَوَلَدَتْنِي وَقَدْ خَرَجَتْ سِنِّي, . .و يقول في شأنه  الْغَزْنَوِيّ أَنَّ الضَّحَّاك وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ , وَقَدْ طَلَعَتْ سِنّه فَسُمِّيَ ضَحَّاكًا .

 وأمّا مالك فَيُذْكَر عَنْه أَنَّهُ حُمِلَ بِهِ فِي بَطْن أُمّه سَنَتَيْنِ , وَقِيلَ : ثَلَاث سِنِينَ .

أما ابن عجلان صاحب مالك فيُقَال عنه :

 إِنَّ مُحَمَّد بْن عَجْلَان مَكَثَ فِي بَطْن أُمّه ثَلَاث سِنِينَ , فَمَاتَتْ بِهِ وَهُوَ يَضْطَرِب اِضْطِرَابًا شَدِيدًا , فَشُقَّ بَطْنهَا وَأُخْرِج وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانه.

 

ما رأيكم ؟ لقد فعلوا بهذا الإبن عجلان المسكين و بأهله و ذويه كل ما أرادوا؟ لقد جعلوا منه غولا يولد بأسنانه ومن أبنائه هيوشا تولد مفطومة واقفة فتأكل اللحم النيئ من لحظتها و تشرب اللبن.

ترى هل هذا ما حصل للنبي الذي حملت به آمنة أربع سنين!!؟

هل ولد هو الآخر يأسنانه مثلما ولد ابن عجلان و ابنه؟؟

و يضيف لنا القرطبي

وَقَالَ حَمَّاد بْن سَلَمَة : إِنَّمَا سُمِّيَ هَرِم بْن حَيَّان هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْن أُمّه أَرْبَع سِنِينَ .

ثمّ

. وَقَالَ عَبَّاد بْن الْعَوَامّ : وَلَدَتْ جَارَة لَنَا لِأَرْبَعِ سِنِينَ غُلَامًا شَعْره إِلَى مَنْكِبَيْهِ , فَمَرَّ بِهِ طَيْر فَقَالَ : كش

فهل ولد النبي هرما  هو الآخر؟ السيرة النبوية لا تقول ذلك

قال ابن إسحاق حدثني جهم بن أبي جهم مولى الحارث بن حاطب... سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال  حدثت عن حليمة بنت الحارث أنها قالت قدمت مكة في نسوة، وذكر الواقدي بإسناده أنهن كن عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء من بني سعد؛... فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلعم فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه، قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه، إنما نرجو المعروف من أبي الولد ..فوالله(؟) ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيري، فلما لم نجد غيره ... قلت لزوجي الحارث ..والله إني لأكره أن أرجع ... ليس معي رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة..فقال صاحبي حين أصبحنا يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مبارك

الطبقات الكبرى لابن سعد باب ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة

فالنسوة اللواتي رفضن الرسول  إنما فعلن ذلك لأنه كان يتيما و ليس غولا ذا أسنان ، أو لأنه كان غلاما استرسل شعره و يقول كش

هكذا بقيت نظرية عمر، أو قانون عمر و مالك، تتطوّر و تتزايد حتى حدثت المعجزة التي تؤيد نظرية الحمل بأربع سنين

يروي الدّارقطني في نفس الصفحة من نفس المصدر قائلا:

بَيْنَمَا مَالِك بْن دِينَار يَوْمًا جَالِس إِذْ جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ : يَا أَبَا يَحْيَى ! اُدْعُ لِامْرَأَةٍ حُبْلَى مُنْذُ أَرْبَع سِنِينَ قَدْ أَصْبَحَتْ فِي كَرْب شَدِيد ; فَغَضِبَ مَالِك وَأَطْبَقَ الْمُصْحَف ثُمَّ قَالَ : مَا يَرَى هَؤُلَاءِ الْقَوْم إِلَّا أَنَّا أَنْبِيَاء ! ثُمَّ قَرَأَ , ثُمَّ دَعَا , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ الْمَرْأَة إِنْ كَانَ فِي بَطْنهَا رِيح فَأَخْرِجْهُ عَنْهَا السَّاعَة , وَإِنْ كَانَ فِي بَطْنهَا جَارِيَة فَأَبْدِلْهَا بِهَا غُلَامًا , فَإِنَّك تَمْحُو مَا تَشَاء وَتُثْبِت , وَعِنْدك أُمّ الْكِتَاب , وَرَفَعَ مَالِك يَده , وَرَفَعَ النَّاس أَيْدِيهمْ , وَجَاءَ الرَّسُول إِلَى الرَّجُل فَقَالَ : أَدْرِكْ اِمْرَأَتك , فَذَهَبَ الرَّجُل , فَمَا حَطَّ مَالِك يَده حَتَّى طَلَعَ الرَّجُل مِنْ بَاب الْمَسْجِد عَلَى رَقَبَته غُلَام جَعْد قَطَط , اِبْن أَرْبَع سِنِينَ , قَدْ اِسْتَوَتْ أَسْنَانه , مَا قُطِعَتْ سِرَاره ;

هكذا يستجيب الله أخيرا لدعاء مالك بن دينار فيتدخل ليؤيد و يثبت قانون الحمل بأربع سنين  ، و ذلك بعد أن كان يرفض رفضا باتا التدخل لحل هذه الأزمة

أليس الرّدّ على الطعن في نسب النبي أهم من خراء سودة بنت زمعة الذي نزلت في شأنه آية الحجاب؟

أليس الردّ على الطعن في نسب النبي أهمّ من زواج محمد بزوجة ابنه أو من براءة الحميراء من فضيحة صفوان بن المعطل ، الحادثتين اللتين نزلت في شأنهما العشرات من الآيات؟؟

إني لأرى السماء قد بخلت يالأهمّ بينما كانت تسارع في هوى محمّد كما قالت الحميراء رضي الله عنها.

إن جميع كتب الحديث الأكثر موضوعية وتحقيقا وتدقيقا تورد هذه الأحاديث لتشير إلى أن العرب في ذلك الوقت لم يكونوا يعرفون فترة الحمل بشكل دقيق ولم يكونوا يعرفون أهمية الالتزام بهذه الفترة وعدم قدرة المرأة على الاستمرار بالحمل أكثر من تسعة أشهر. و أنا أقول كلاّ.. إن نظرية الحمل بأربع سنين لم ترد  عند العرب قبل عصر وضع الحديث . و مثل هذه الفرية لا عهد للعرب بها إلا  مع عمر ومع مؤسسي الإسلام الأموي الأشعري من بعده. هؤلاء ابتكروا هذه الخزعبلة للتغطية على فضيحة نسب محمّد  و للتأكيد على أن محمّدا هو ابن عبد الله و أن آمنة حملت به أربع سنين.و بذلك سيضعون حسب رأيهم حدّا نهائيا لهذه الأزمة التي لا ينبغي أن تطول أكثر

 

يبقى آخر سؤال

هل عالجت هذه النظرية و لواحقها  الأزمة، و حلّت الإشكال، و وضعت الحدّ النهائي ؛ أم لا ؟

لو أنها فعلت شيئا من هذا ما كان لأبي قثم ، أو لغيره ، اليوم ليجد ما يحرّك به لسانه

 

شكرا للجميع على المتابعة

و إلى موعد آخر

 

أبو قثم

                                                                                                                                                                                                                               

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire