samedi 9 janvier 2010

الإرهابي عبد الله بن يا سين






هذا رد على مقال لكاتبه المدعو محب الصحابة المغربي في الموقع الإرهابي عشاق الحوار الإسلامية ، نرد فيه بالحجة و الدليل على ما يدعيه المقال من حسن سيرة المدعو عبد الله بن ياسين داعية دولة المرابطين.موضحين الظروف المحيطة بظهور هذا الداعية و مبينين منهجه في بناء دولة الإرهاب الصنهاجية و، و موثقين لكل مراحل سيرته الإرهابية.آملين وضع ما أمكن من النقاط على حروفها و موصدين الباب أمام المزايدات الكلامية المحيطة بهذه الشخصية الهلامية
يخترق وسط بلاد المغرب ،جنوب سلسلة جبال الأطلس واد كبير هو أكبر نهر في المغرب. لهذا الوادي خاصيتين تميزانه عن كل أودية المغرب ، فهو من جهة يفصل بين منطقتين متباينتين جغرافيا ، منطقة جبلية تمتد من سفوح سلسلة جبال الأطلس الجنوبية ،جنوبا ؛إلى سواحل البحر المتوسط شمالا، و سواحل الأطلسي غربا.و منطقة صحراوية قاحلة تمتد من وادي درعة شمالا إلى نهر السنغال جنوبا.أما ميزته الثانية فهي كونه يشكل الحدّ الطبيعي الفاصل بين أكبر تجمعين أمازيغيين في المغرب الأقصى.فعلى ضفته الشمالية كانت تقطن قبائل المصامدة من سكان جبال الأطلس و الريف ، و على ضفته الجنوبية كانت تمتد قبائل صنهاجة الأمازيغية في الصحراء الغربية المترامية الأطراف و التي كانت محاطة بعدة ممالك إفريقية كمملكة السنغيي الخصبة(السنغال) و مملكة غانا الغنية بثرواتها المعدنية و خصوصا الذهب و العاج و مملكة تامبوكتو (مالي) المعروفة لحد الآن بمناجم الملح و التي لا زال معظمها يُستغل من طرف قوافل صنهاجة.يقول ابن خلدون أن صنهاجة من بطون البرانس، و هذا القبيل من أوفر قبائل البربر فهو أكثر أهل الغرب لهذا العهد وما قبله لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط حتى لقد زعم كثير من الناس أنهم الثلث من أمم البربر.ثم يضيف قائلا أنهم من ولد صنهاج وهو صناك بالصاد المشممة بالزاي والكاف القريبة من الجيم‏.‏ إلا أن العرب عربته وزادت فيه الهاء بين النون والألف فصار صنهاج.
فالصنهاجيون إذا حسب ابن خلدون وجدهم يشكلون في عهده غالبية سكان شمال أفريقيا الذي سماه بالغرب. و وجدهم موزعين على كل أنحائه ،جباله و صحاريه وسهوله.فقسمهم إلى طبقتين و كل طبقة إلى بطون .فكان من بطون الطبقة الأولى تلكانة بنو ملكان وكانت مواطنهم بالمسيلة إلى حمرة إلى الجزائر ولمدية ومليناتة ‏ومتنان وأنوغة وبنو عثمان وبنو مزغنة وبنو جعد وملكانة وبطوية وبنو يفرن وبنو خليل وبعض أعقاب ملكانة بجهات بجاية ونواحيها، من ملوك تلكانة وكان كبيرهم لعهد الأغالبة مناد بن منقوش بن صنهاج ، من بعده ابنه زيري بن مناد وكان من أعظم ملوك البربر، وبعده ملك ابنه بلكين بن زيري، وبعده ملك ابنه منصور بن بلكين، وبعده ملك ابنه باديس بن المنصور، وبعده ملك ابنه المعز بن باديس، واستمر ملك المعز بإفريقية والقيروان وكان أضخم ملك عرف للبربر بإفريقية(تونس حاليا)
أما الطبقة الثانية و التي تعنينا فهم كما يقول ابن خلدون: ما بين بلاد المغرب وبلاد السودان فيها مجالات الملثمين من صنهاجة وهم شعوب كثيرة ما بين كزولة ولمتونة ومسراتة ولمطة ووريكة، وهم الملثمون ملوك المغرب المسمون بالمرابطين .
تعددت قبائلهم: من كدالة فلمتونة فمسوفة فوتريكة فناوكا فزغاوة ثم لمطة هم إخوة صنهاجة، ومن رؤساء المرابطين يحي بن عمر بن تلاكاكين وأبوعبيد الله بن تيفاوت المعروف بناشرت اللمتوني و يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين
و هكذا نرى أن قبائل صنهاجة كانت تنقسم إلى قسمين ، قسم كانت له الرياسة و القيادة شرق المغرب العربي ، و كان لهم الفضل في مقاومة القرطاجيين و البيزنطيين و العرب من بعدهم ، مما جعلهم يحتكون بهؤلاء الوافدين و يتفاعلون معهم و يتأثرون بحضاراتهم فكانت لهم الدولمثل دولة بني زيري.و قسم ثان جنوب نهر درعة غارق في البداوة تائه بين البراري يعيش كل أنواع الفقر و الحرمان، متوزع على أرض ممراح تحدها جنوبا و شرقا امبراطوريات زنجية غنية وشمالا وادي درعة و ممالك مصمودة المزدهرة.
أما قبائل مصمودة أو المصامدة وهم من ولد مصمود بن يونس بن بربر فهم أكثر قبائل البربر وأوفرهم، من بطونهم برغواطة وغمارة وأهل جبل درن. ولم تزل مواطنهم بالمغرب الأقصى منذ الأحقاب المتطاولة. وكان المتقدم فيهم قبيل الإسلام وصدره مملكة برغواطة،كما يقول ابن خلدون ،و يتواجدون بشكل أساسي في جبال الأطلس الكبير و الصغير و صاغرو . و سهول سوس و الحوز و تادلا . و هضاب حاحا. حوض درعة. كما يتواجدون ببعض مناطق غرب الجزائر حاليا. و هم يشكلون نسبة مهمة من سكان المغرب و غرب الجزائر.
و لكونهم يطلون على السواحل المتوسطية بالخصوص ، و يسكنون المناطق الجبلية حيث الماء و الخضرة و الخصب فقد تأثروا بالحضارات و أصبحوا مزارعين و كسابين و صناعا و أصحاب تجارات و مصالح فكانت لهم الدول مثل برغواطة التي عرفت فبل الفتح و بعده بالازدهار و التقدم.لما جاء الفتح الإسلامي قاومه أهل صنهاجة الشرقية في شرق الجزائر وبلاد أفريقية ، بينما فتح له أهل مصمودة الأبواب و احتضنوه سلميا و دخلوا فيه أفواجا و قبائل.و ما لبثوا أن رفعوا رايته و خرجوا فاتحين متوسعين على حساب إمارات قشتالة بالأندلس في شخص حركة المسمى طارق بن زياد ؛ و على حساب بلاد صنهاجة في الجنوب حيث أمعنوا في السبي و النهب باسم نشر الإسلام ، فكبرت أرضهم و توسع نفوذهم فأسسوا إمارات إسلامية مثل إمارة الأدارسة السنية بفاس .و هكذا بقيت أرض صنهاجة أرضا يرتع فيها الخوف و التخلف ، يؤمها كل محروم و منبوذ و كل من هاجر تحت وطأة الحروب و الزحف العربي ـ المصمودي.
و ما لبث الصنهاجيون أن دخلو في الإسلام و اندمجوا فيه،و بدأوا يهاجرون أفرادا و زرافات إلى مصمودة و القيروان و الأندلس للتفقه في الدين .فصار منهم الفقهاء و الوعاظ الذين سيطروا على المرابط التعليمية و الكتاتيب المنتشرة في جبال مصمودة.كما أن ازدهار الإمارات الإسلامية المصمودية الشمالية و الأندلسية جعل الطلب على البضائع الإفريقية مثل التبر و العاج و الملح و العبيد يتزايد و يتكثف ما حفز القبائل الصنهاجية و خصوصا الجنوبية منها مثل جدالة و لمتونة على امتهان تجارة القوافل الصحراوية و الإشراف عليها.فأصبحت لهم رحلاتهم التجارية إلى فاس و الأندلس شمالا وإلى أوداغست و تامبوكتو جنوبا.
ابتداء من أواخر القرن الثالث الهجري بدأت منطقة الشمال الإفريقي تشهد غزوا شيعيا متواصلا من طرف الفاطميين. ففي سنة 296ه/908م استطاع داعيتهم أبو عبد الله اليمني أن يكون جيشا من الصنهاجيين الشرقيين من أهل كتامة شمال شرق الجزائر و يستولي على مدينة القيروان عاصمة الإمارة الأغالبية العربية التابعة للعباسيين، ثم بايع عبيد الله المهدي كأول خليفة فاطمي سنة 297ه/909م الذي أسس مدينة المهدية سنة300ه/912م و تسمى بأمير المؤمنين و بالمهدي المنتظر.فبدأت حركتهم تتوسع غربا على حساب الإمارات الزناتية مثل الرستميين بوسط الجزائر وإمارة الأدارسة المصمودية بشمال المغرب فاحتلوا مراكزها التجارية كمدن تاهرت و تلمسان و نكور و فاس و سجلماسة فارضين رقابتهم على المسالك التجارية.و كان من الطبيعي أن يصطدم التوسع الفاطمي بأمويي الأندلس، إلا أن الصراع بينهما اتخذ طابعا اقتصاديا و سياسيا و مذهبيا، كان له الأثر البالغ على قبائل مصمودة المغربية التي انقسمت على نفسها لأول مرة في تاريخها إلى قبائل سنية تابعة للنفوذ الأموي و قبائل شيعية تدين بالولاء لآل البيت و الفاطميين و من أشهرها إمارة قبائل بورغواطة.و لما رحل الفاطميون إلى مصر أسندوا حكم افريقية لأسرة بني زيري الصنهاجية الشرقية
وما أن حل القرن الخامس الهجري حتى كان المغرب الأقصى يعيش أقصى حالات الفوضى و التسيب الأمني نتيجة التمزق القبلي و التجزئة إلى إمارات متناحرة و متنافسة ،تفرقها المصالح الاقتصادية و المذاهب الدينية.فأصبحت تجارة القوافل التجارية الصنهاجية تتضرر من قلة أمن المسالك و من ارتفاع المكوس و المغارم الثقيلة . فما كان من أهل قبائل صنهاجة إلا أن تكتلوا لمواجهة الظروف المستجدة مفوضين أمرهم إلى يحيى بن إبراهيم الجدالي شيخ جدالة إحدى أكبر قبائل مصمودة .
في الحلقة المقبلة سنصطحب يحيى في رحلة بحثه عن منقذ صنهاجة و ناصر المذهب السني و باعث تجارة القوافل.وسنتتبعه في خطوات تأسيس كيان سياسي صنهاجي إسلامي لأول مرة في تاريخ صنهاجة، و سنكتشف بالتالي الشخصية الأسطورية التي حققت لبني صنهاج أملهم في الحكم و السيطرة على أعناق العباد.

أبو قثم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire