كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى
في إطار تفسيره للآية32 من سورة النجم " الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ" يقول القرطبي عن اللمم معرفا
إلا اللمم " وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه . وقد اختلف في معناها ; فقال أبو هريرة وابن عباس والشعبي : " اللمم " كل ما دون الزنى .
وذكر مقاتل بن سليمان : أن هذه الآية نزلت في رجل كان يسمى نبهان التمار ; كان له حانوت يبيع فيه تمرا , فجاءته امرأة تشتري منه تمرا فقال لها :
إن داخل الدكان ما هو خير من هذا , فلما دخلت راودها فأبت وانصرفت فندم نبهان ; فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ! ما من شيء يصنعه الرجل إلا وقد فعلته إلا الجماع ; فقال : ( لعل زوجها غاز ) فنزلت هذه الآية ,
و يظهر من سؤال النبي " لعل زوجها غاز؟؟" أن الزنا بزوجات المجاهدين و الغزاة كان قد أصبح مشاعا حتى بلغ علم سيد المرسلين . و في الباب عينه تحضرني نكتة مغربية مفادها أن امرأة كانت تعشق حانوتيا جوار بيتها.فأقسمت له يوما أن تجعل زوجها يحضر لعشقهما و يشهده بأم عينيه.و بينما هما ذات يوم بالمنزل يحسوان الشاي إذ صرخت فجأة الزوجة مدعية أن نحلة وخزتها في فمها. و لما أراد الزوج التدخل أوعزت إليه الزوجة بمرافقتها عند الحانوتي الذي يتحكم في مثل هذه الأمور و النوازل.فنزل الزوج عند رغبة زوجته و اصطحبها لعند الحانوتي الذي أمسك بشفتي المرأة و بدأ يمصهما مصا مصا، و الزوج من حيرته يتمزق غيضا غيضا.و بقي على هذه الحال حتى أشفى منها الغليل فأمرها بالانصراف و طمأنها على أن الله قد لبى رغبتها و أشفى شفتها و انتزع شوكتها بدون ألم ، بل بأحلى لذة ، لذة الهائمين و العاشقين.فكتم الزوج غيظه و أقسم على أن يرد له الصاع صاعين.فاغتنم أول فرصة جماع مع زوجته، و قبل أن يولج المزود في المكحلة صرخ بأعلى صوته مدعيا هو الآخر بأن النحلة قد لسعت رأس هنه ، فربطه في فوطة و أوعز هو الآخر إلى زوجته أن تصطحبه عند صاحب البركات جارهم الحانوتي.فلما اشتكى له مصابه الذي ألمّ به رحّب به الحانوتي ، و أدخله الدكان و بدأ يخرج عدّته و أدواته ، مكواة و شفرة حلاقة و شمعة و مبخرة فيها شيء من الجمر و ملقطا ، فسأله الزوج في استغراب: ماذا تفعل يا رجل ، أنا أريدك أن تصم ذكري لتسل منه الشوكة التي أصابته بدون ألم ببركتك. فأجابه الحانوتي : لا، يا سيدي، بل ذاك نشرحه بالشفرة و نكويه بالنار و نهوّن عليه بالخور.فجمع الزوج هنه من فوره و أدخله سراويله و قال لقد شفيت جوزيت عني خير..)ا
وقد مضى في آخر " هود " وكذا قال ابن مسعود وأبو سعيد الخدري وحذيفة ومسروق :
إن اللمم ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة .
وروى مسروق عن عبد الله بن مسعود قال :
زنى العينين النظر , وزنى اليدين البطش , وزنى الرجلين المشي , وإنما يصدق ذلك أو يكذبه الفرج ; فإن تقدم كان زنى وإن تأخر كان لمما . وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس قال :
ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنى العينين النظر وزنى اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) . والمعنى : أن الفاحشة العظيمة والزنى التام الموجب للحد في الدنيا والعقوبة في الآخرة هو في الفرج وغيره له حظ من الإثم . والله أعلم .
وفي رواية أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ) . خرجه مسلم .
وقد ذكر الثعلبي حديث طاوس عن ابن عباس فذكر فيه الأذن واليد والرجل , وزاد فيه بعد العينين واللسان :
( وزنى الشفتين القبلة ) . فهذا قول .
وقال ابن عباس أيضا : هو الرجل يلم بذنب ثم يتوب . قال : ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
إن يغفر الله يغفر جما وأي عبد لك لا ألما رواه عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس .
قال النحاس : هذا أصح ما قيل فيه وأجلها إسنادا .
وروى شعبة عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله عز وجل " إلا اللمم " قال :
هو أن يلم العبد بالذنب ثم لا يعاوده ; قال الشاعر :
إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما وكذا قال مجاهد والحسن : هو الذي يأتي الذنب ثم لا يعاوده , ونحوه عن الزهري , قال :
اللمم أن يزني ثم يتوب فلا يعود , وأن يسرق أو يشرب الخمر ثم يتوب فلا يعود .
ودليل هذا التأويل قوله تعالى :
" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " [ آل عمران : 135 ] الآية . ثم قال : " أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم " [ آل عمران : 136 ] فضمن لهم المغفرة ; كما قال عقيب اللمم : " إن ربك واسع المغفرة"
أخرجه و حدثنا به أبو نبي الزناة عن القرطبي تفسير الآية 32 من السورة 53 سورة النجم
أبو نبي الزنا و الفساد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire