فيلدرز: الثورات العربية لن تأتي بجديد ما لم تتخلص من الإسلام
تقرير: محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية*
Friday, February 25, 2011
قلل السياسي الهولندي المثير للجدل خيرت فيلدرز من شأن الثورات التي تشهدها بعض الدول العربية، وربط تحقيق الديمقراطية فيها بمدى تخلصها من الإسلام. "كلما ابتعدت عن الإسلام، كلما كان ذلك أحسن" للديمقراطية، يؤكد فيلدرز في حوار نشر يوم الجمعة مع صحيفة (Nu.nl) ’الآن‘ الإلكترونية الهولندية. ويرى فيلدرز أن الديمقراطية والإسلام لا يجتمعان متنبئا بمستقبل أسوأ لمصر وتونس وليبيا بعد التغيير.
ماء ونار
آراء خيرت فيلدرز في الإسلام ليست جديدة، إذ هو لا يخفي تهجمه على هذا الدين الذي يعتبره "أيديولوجية فاشية". وبسبب أرائه المعادية للإسلام والمسلمين تتم الآن محاكمته أمام المحكمة في هولندا من طرف جمعيات تمثل قطاعات واسعة من مسلمي هولندا وجمعيات هولندية مناهضة للعنصرية. وبما أن القانون الهولندي يجرم التهجم على فئات معينة من المجتمع وفي الوقت ذاته لا يعاقب على من يتهجم على الأديان، فإن فيلدرز يحرص في تصريحات الإعلامية على التمييز بين ’الإسلام‘ و ’المسلمين‘. وفي التصريح الذي خص به صحيفة ’الآن‘ (Nu.nl) الإلكترونية، يعتبر أنه بإمكان المسلمين التعايش مع الديمقراطية لكن شريطة أن يبتعدوا عن الإسلام. ففي نظره كلما قل إسلام المسلم كلما كان ذلك أحسن للديمقراطية، وإلا "ستكون كل ديمقراطية عبارة عن سراب" في البلدان العربية.
يرى فيلدرز الذي يتهيأ الآن لتحقيق فوز مدو في الانتخابات الإقليمية القادمة (2 مارس) على غرار حققه في الانتخابات التشريعية الأخيرة (24 مقعدا من مجموع 150)، أنه من المستحيل الجمع بين الديمقراطية والإسلام. "الإسلام والديمقراطية لا يجتمعان، وهما أصلان متناقضان مثل الماء والنار".
خلافة
في الوقت الذي تعلو فيه حناجر المحتجين في البلدان العربية مطالبين بالتغيير واللحاق بركب البلدان الديمقراطية، يعتقد فيلدرز على العكس أن الشعارات المرفوعة من قبل الجماهير تدعو لتأسيس الخلافة الإسلامية. ويقول نقلا عن وزير الخارجية الإيطالي ما نصه: "اسمع لما يقولون: مئات الآلاف من الناس يصيحون مطالبين بتأسيس الخلافة في ليبيا". وأضاف في التصريح الذي ينشر الجزء الثاني منه يوم الأحد القادم أنه يتابع القنوات العربية وأن ما يلتقطه منها لا يدل على أن الثوار طلاب "أنوار".
"في المساء إذا كان لدي الوقت، أتابع ثلاثين محطة عربية وليبية (...) واسمع لما تقول. هي نصوص إذا تمعنت فيها ستتأكد بيسر أنها لن تؤدي هناك إلى (عصر) الأنوار".
شريعة
يخشى فيلدرز الذي ينادي بضرورة "وقف أسلمة أوربا" من أن يقدم ’الإخوان المسلمون‘ في مصر على فرض تطبيق الشريعة الإسلامية على المجتمع ولن يكتفوا فقط بالتدين. " ليس الأمر مجرد تدين ولكنه أيضا نظام سياسي. الجميع يخشى أن يتم إدخال الشريعة الإسلامية إذ حصل الإخوان المسلمون في مصر على السلطة".
يعتمد فيلدرز في تقييمه للوضع المتحرك في المنطقة العربية على أرقام قال إنها صدرت مؤخرا عن مكتب ’بيو‘ للدراسات (Pew Research Center) الذي نشر استقراء للرأي يظهر أن أغلبية المصريين مع تطبيق الحد في حق الزانية والمرتد. هذه الأرقام في نظر فيلدرز تخص "المسلم العادي" فكيف بتنظيم "الإخوان المسلمين". ويستنتج بالتالي أن الأنظمة العربية "الفاسدة" و "غياب الطبقة الوسطى" أفسح المجال أمام الإسلاميين للوصول إلى سدة الحكم. وهو ما يفسر أيضا ارتفاع أنصار تطبيق الشريعة في مصر.
"مثلما هو الأمر في غزة، يتعلق الأمر هنا بأنظمة فاسدة وغياب الطبقة الوسطى. مثل ’حماس‘ في غزة ملأ ’الإخوان المسلمون‘ في مصر في هذا الفراغ".
تخوفات خيرت فيلدرز من وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر لا يمكن ربطها بآرائه ومواقفه عن الإسلام والمسلمين في هولندا فقط، وإنما أيضا بمواقفه المؤيدة لإسرائيل. هذه الأخيرة سبق وأن عبرت على لسان كبار مسؤوليها، نتنياهو وبيريس، عن تخوفاتها من احتمال وصول الإخوان للحكم، ولم تخف تأييدها الصريح لمبارك. أما الحركات الإسلامية في البلدان العربية التي نجحت فيها الثورة (تونس ومصر) أو التي ما يزال فيها الثوار يواجهون شراسة النظام (ليبيا)، فقد أكدت مرارا وتكرارا على أنها لا تنوي إعادة الخلافة الإسلامية إلى الحياة، وأنها تلتزم باختيارات شباب الثورة في الديمقراطية كأسلوب للحكم.
*بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire