من قاع القثــــوميات
إلى الأخ الدكالي
عمت مساء أيها الدكالي العظيم ، عمت مساء مقص الرقابة المحترم، عمتم مساء أيها الأحبة الكرام .
اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أرفع إلى أخينا خارج الحدود تشكراتي الحارة على اعتناءه البليغ بأجدادي،فهم أحق بالاعتناء... أجدادي يشهد التاريخ أنهم كانوا رجالا أباة، بناة ،ساهموا في التاريخ كل محطاته . فسعى إليهم الفينيقيون من أقاصي البحار . و تودد إليهم الوندال و الرومان .ِشاركوا في الحروب البونيقية و ساهموا في الحضارة الهيلينية و الغوطية . أجدادي قطعوا ضفة المتوسط قبل فجر التاريخ في شخص هنيعبل ، الذي حاصر روما وما أدريك ما روما؛ و سعى في عرشها ما سعى.أجدادي تصدوا للامتداد الفرعوني في شخص جوبا و ردوا المصريين صاغرين. أجدادي هم كسيله الأمازيغي و الكاهنة الأوربية و برغواطة و تامسنا ؛ أولئك الأباة الذين تصدوا للجراد البربري، و الغزو الهمجي ، و الاستلاب العربي،أولئك البناة و الأشاوس الذين آزروا الفاطميين و نصروهم و فتحوا لهم مصر وأعزوهم بالقاهرة و مكنوهم من الخلافة. كل أولئك هم أجدادي الذين يحق لكل من هو مغربي الافتخار بهم و الذين أشكر له اعتناءه بهم.
يراني يا سادتي يا كرام أخونا الدكالي غريبا في مجتمعي، وهو خارج الحدود، و كأني به تلك الكأس التي بما فيها ترشح،أو ذاك الذئب الذي من غباءه يضحك . أو أنه نسي أن المغرب مجتمع إنساني متحرك ديمقراطي يحترم حرية الرأي والتعبير و الاختلاف. فمن أين لأبي قثم و من يماثله بالغربة في مجتمع حر متفتح مثل المغرب. و ليسأل سيدنا الدكالى العظيم صلاة العصر و العشاء و نسبة من يؤمون تظاهرة الإيمان الأسبوعية. ثم ليقم بإحصاء عدد من يحفظ ذكره المبين ، و عدد من يتتبع سيرة نبيه الكريم ، و من عدد من يعرف أئمته و علماءه وشيوخه ، يعلم علم اليقين أن أبا قثم ليس غريبا في وطنه و بين أهله و عشيرته .و ليكن فضيلة الدكالي العظيم على يقين أن كل المغاربة يعرفون باستور، من هو ؟ متى عاش؟ ما هي فضائله الفعلية العملية و ليس الهضراوية على الإنسانية ؛ و قليل ، جد قليل منهم من يعرف البخاري . أما إينشطين فأصبح كالتيد شهرة حتى شمطا وات النساء في أعالي الجبال يعرفنه . و إن ذكرت لإحداهن النسائي او ابن ماجة أو القرطبي حملقت فيك متسائلة في حياءهل مسك الجنون . ناهيك عن فرويد و ماركس و هيجل و نيتشه الذين لن تجد طالبا مغمورا لا يعرف عنهم الصغيرة و الكبيرة.فليهنأ بال الدكالي العظيم فالملآحدة ليسوا منعزلين عن مجتمعهم و ليسوا غرباء في المغرب ، كما أنهم لا يرفضون هذا المجتمع و لا قيمه و لا تواثبه بقدر ما يسعون لتقويمه وتصحيحه و تطهيره ليصبح قمينا باستيعاب كل أفراده.
و يراني مريضا و أنتم تعلمون أنا نحن من يداويه إذا مرض، و نعالجه في مستشفياتنا و بأدويتنا. و أن الآيات و المساجد ما عالجت قط أحدا. و لكنا نلتمس له العذر، فعفيون ماركس قد أصاب نخاعه الشوكي بالتلف و غشا بصره. كما أن الإيمان الأعمى أصابه بالهوس الديني الذي يؤدي إلى الصرع و الهلوسة. إن أكبر علة نفسية يحملها المتزمت هي النرجسية و الإحساس المفرط بالنفس و الزهو و الافتخار الفارغ؛ و هو الذي يقول لهم و لا تمشي غي الأرض مرحا ، ثم ينسخها و يقول لهم كنتم خير أمة أخرجت للناس. فهم أحسن الناس لأن سورة تشهد بذلك. فلا داعي لنتساءل مع المتسائلين أهم فعلا أحسن الناس أم لا.؟ أ كانوا فعلا ذات يوم خير أمة أم لا.؟ و كيف استطاعوا أن يكونوا أحسن الناس و خير الأمم؟ و بالتالي لماذا هم اليوم أصبحوا أمثال الناس.؟
و بنفس الحول الإيماني المزمن، و بنفس النظرة المنحرفة ،ينظر أخونا إلى التاريخ، فيجد أن أمته كانت منتجة للحضارة و أنها من علم أوربا و من فتح أعينها على العلوم و على التقدم و الحضارة.!طيب .. فهل يستطيع أخونا المحترم أن يوضح لنا الأسباب التي جعلت أمته تخرج من نافذة التاريخ منذ أن اكتشف الأسبان و البرتغاليون الطرق البحرية و رأس الرجاء الصالح ثم العالم الجديد.؟ و استغنوا عن الطرق التجارية البرية المحتلة من طرف قراصنة الإسلام.؟!! ماذا حدث لإنتاجاتكم الفكرية و الفلسفية التي تعنينا في هذا التعليق ..؟ لماذا توقف عقرب التقدم لديكم بغتة و أنتم تنظرون ..؟ ثم هل الملاحدة الزنادقة مسلمون..؟! يتحدث عن الرازي و الخوارزمي و عن ابن سينا و ابن رشد فلم لا يضيف إليهم الراوندي و الكندي و المعري ولم لا أبو نواس أو حتى ابن سبأ. أم صناعاتهم و فنونهم حلال و آراءهم و نظرياتهم حرام..يستغلون إنتاجاتهم العلمية، و يعدمون أشخاصهم، و يحرقون أفكارهم ،في لعبة استلابية حقيرة يمارسونها على المجتمعات المفتوحة لهم المنهزمة أمامهم .. ثم هل يستطيع أن يوضح لنا الحكمة الكامنة وراء انتقال الفكر و الفلسفة و العلوم من أثينا و الإسكندرية إلى بغداد و البصرة و مكة و المدينة، ثم عودتها مرة أخرى إلى البندقية و جينوة المجاورتين لآثينا. ماذا فعلت الفلسفة في الشرق الأوسط.؟ هل تأسلمت.؟ أم حجت البيت.؟ من أثر في الآخر.؟ ومن تأثر.؟ و إذا علمنا علم اليقين أن الفكرين متناقضان لحد العداء فيحق لنا السؤال عمن انتصر على الآخر؟ و عمن حرف و شوه الآخر؟. ثم أي فلسفة هذه التي تعلمها الأوروبيون.؟ أ التي ترجمها المسلمون إلى رطانتهم و شحنوها بوساوسهم عن الكفر و الإيمان و الجنة و النار؟ أم تلك التي ترجمها أساتذة جينوة و البندقية إلى اللاتينية و التي لم يكتفوا بها و تعاطوا لتعلم اللغة اليونانية التي ليست عنهم ببعيد فأخذوا الفكر الصافي من منابعه.؟
أيها الدكالي العظيم الإسلام الذي تدعوني إليه نظرة بدوية إلى الإنسان و الكون . و نظام رعاة يرى العالم خلاء و الإنسان هباء و العقل ازدراء و التفكير حراما. فهل نظام من هذا القبيل ينتج علماء أو مفكرين؟ و بالتالي حضارة.؟ إن الشعوب التي ابتلتها الأقدار بالفتح كانت كلها شعوب متحضرة ومنتجة حتى أتاها السلب و النهب و السبي و الاستلاب ، و أصبحت بفضله مسلمة لا تملك من أمرها شيئا، و لا لقدرها ردا؛ فحل بها الكسل و الهوان، و أضحت شعوبا متخلفة مستهلكة . تاريخ هذه الشعوب أصبح تاريخ الإسلام.إنتاج هذه الشعوب أصبح إنتاج إسلام.فكر هذه الشعوب و لو كان منحرفا أصبح فكر الإسلام. و هذه هي قمة الاستلاب .
و يدعو لي بالهداية قائلا أنه يشفق علي من الكلام القاسي و كأني به يتصورني طفلا بضا ، يخاف عليه .فيا فرحتي .. ذاك ديدنهم . تزين لهم نرجسيتهم الكمال ، فيدعون للناس بما فضل عليهم من الرزق و الصحة، و المن و السلوى؛ ثم يأخذون الصدقات.حتى أصبح لكل نوع من الأدعية أجر معين. فبربكم كيف لفاقد شيء أن يعطيه. أ لا ترون أنهم يدعون للناس بالشفاء و هم مرضى محتاجون للتطبيب.؟ و يدعون للناس بالغنى الذي لا ينفذ و السعة التي لا تنضب.. وهم المعوزون الفقراء.؟ و يدعون للناس بالهداية.. و الطريق السوي.. و هم المنحرفون..و المجرمون الذين لو طبقت عليهم الشريعة، التي بها يلوحون؛لنصبوا في الساحات، و علقوا على رؤوس الأبواب.
أما الغريب في خطاب الدكالي، و الذي كاد يفلقني كما قال الشاعر، فهو حديثه عن العقل.فأنا لست أدري عن أي عقل يتحدث المشمول بالعناية الربانية.فالإسلام السني الأشعري تخلص من العقل منذ ولادته و رمى به في سلة القمامات. و لا داعي لتكرار ما قد يكون قرأه الأخ الدكالي عن رأينا في حق السنة و أهلها. أما الإسلام الإمامي فهذا هو الأخطر بين جميع المذاهب الإسلامية على العقل و على حق التفكير باسم العقل و التفكير بالذات.بل قد يكون أخطر حتى من تلك الحركات السنية المتطرفة .إذ باسم العقل ـ تلك الكلمة المغرقة في الجاذبية لكل من يستهويه التفكير الذي يعتبره الإماميون أحد مصادر عقيدتهم ـ يصادر الإماميون العقل و التفكير. كما أن الإمامي الذي يصفق لك حين تستعمل إحدى مقومات العقل في مناقشة التاريخ الإسلامي التي تتفق معه، مستعد في أي وقت كان لتكفيرك و قتلك ـ شأنه في ذلك شأن أتباع بني تيمية الذين يدعي عداءهم ـ حين تستعمل مقولات عقل أخرى في انتقاده.فعن أي عقل تتحدث بربك .. أ عن العقل الذي لا يسأل عن أشياء إن تبد له تسؤه أم عن العقل الذي لا يؤمن إلا بمبدئ:
و لا يصح شيء في الأذهان
إذا احتاج النهار لدليل
أبو قــــــُم
إلى الأخ الدكالي
عمت مساء أيها الدكالي العظيم ، عمت مساء مقص الرقابة المحترم، عمتم مساء أيها الأحبة الكرام .
اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أرفع إلى أخينا خارج الحدود تشكراتي الحارة على اعتناءه البليغ بأجدادي،فهم أحق بالاعتناء... أجدادي يشهد التاريخ أنهم كانوا رجالا أباة، بناة ،ساهموا في التاريخ كل محطاته . فسعى إليهم الفينيقيون من أقاصي البحار . و تودد إليهم الوندال و الرومان .ِشاركوا في الحروب البونيقية و ساهموا في الحضارة الهيلينية و الغوطية . أجدادي قطعوا ضفة المتوسط قبل فجر التاريخ في شخص هنيعبل ، الذي حاصر روما وما أدريك ما روما؛ و سعى في عرشها ما سعى.أجدادي تصدوا للامتداد الفرعوني في شخص جوبا و ردوا المصريين صاغرين. أجدادي هم كسيله الأمازيغي و الكاهنة الأوربية و برغواطة و تامسنا ؛ أولئك الأباة الذين تصدوا للجراد البربري، و الغزو الهمجي ، و الاستلاب العربي،أولئك البناة و الأشاوس الذين آزروا الفاطميين و نصروهم و فتحوا لهم مصر وأعزوهم بالقاهرة و مكنوهم من الخلافة. كل أولئك هم أجدادي الذين يحق لكل من هو مغربي الافتخار بهم و الذين أشكر له اعتناءه بهم.
يراني يا سادتي يا كرام أخونا الدكالي غريبا في مجتمعي، وهو خارج الحدود، و كأني به تلك الكأس التي بما فيها ترشح،أو ذاك الذئب الذي من غباءه يضحك . أو أنه نسي أن المغرب مجتمع إنساني متحرك ديمقراطي يحترم حرية الرأي والتعبير و الاختلاف. فمن أين لأبي قثم و من يماثله بالغربة في مجتمع حر متفتح مثل المغرب. و ليسأل سيدنا الدكالى العظيم صلاة العصر و العشاء و نسبة من يؤمون تظاهرة الإيمان الأسبوعية. ثم ليقم بإحصاء عدد من يحفظ ذكره المبين ، و عدد من يتتبع سيرة نبيه الكريم ، و من عدد من يعرف أئمته و علماءه وشيوخه ، يعلم علم اليقين أن أبا قثم ليس غريبا في وطنه و بين أهله و عشيرته .و ليكن فضيلة الدكالي العظيم على يقين أن كل المغاربة يعرفون باستور، من هو ؟ متى عاش؟ ما هي فضائله الفعلية العملية و ليس الهضراوية على الإنسانية ؛ و قليل ، جد قليل منهم من يعرف البخاري . أما إينشطين فأصبح كالتيد شهرة حتى شمطا وات النساء في أعالي الجبال يعرفنه . و إن ذكرت لإحداهن النسائي او ابن ماجة أو القرطبي حملقت فيك متسائلة في حياءهل مسك الجنون . ناهيك عن فرويد و ماركس و هيجل و نيتشه الذين لن تجد طالبا مغمورا لا يعرف عنهم الصغيرة و الكبيرة.فليهنأ بال الدكالي العظيم فالملآحدة ليسوا منعزلين عن مجتمعهم و ليسوا غرباء في المغرب ، كما أنهم لا يرفضون هذا المجتمع و لا قيمه و لا تواثبه بقدر ما يسعون لتقويمه وتصحيحه و تطهيره ليصبح قمينا باستيعاب كل أفراده.
و يراني مريضا و أنتم تعلمون أنا نحن من يداويه إذا مرض، و نعالجه في مستشفياتنا و بأدويتنا. و أن الآيات و المساجد ما عالجت قط أحدا. و لكنا نلتمس له العذر، فعفيون ماركس قد أصاب نخاعه الشوكي بالتلف و غشا بصره. كما أن الإيمان الأعمى أصابه بالهوس الديني الذي يؤدي إلى الصرع و الهلوسة. إن أكبر علة نفسية يحملها المتزمت هي النرجسية و الإحساس المفرط بالنفس و الزهو و الافتخار الفارغ؛ و هو الذي يقول لهم و لا تمشي غي الأرض مرحا ، ثم ينسخها و يقول لهم كنتم خير أمة أخرجت للناس. فهم أحسن الناس لأن سورة تشهد بذلك. فلا داعي لنتساءل مع المتسائلين أهم فعلا أحسن الناس أم لا.؟ أ كانوا فعلا ذات يوم خير أمة أم لا.؟ و كيف استطاعوا أن يكونوا أحسن الناس و خير الأمم؟ و بالتالي لماذا هم اليوم أصبحوا أمثال الناس.؟
و بنفس الحول الإيماني المزمن، و بنفس النظرة المنحرفة ،ينظر أخونا إلى التاريخ، فيجد أن أمته كانت منتجة للحضارة و أنها من علم أوربا و من فتح أعينها على العلوم و على التقدم و الحضارة.!طيب .. فهل يستطيع أخونا المحترم أن يوضح لنا الأسباب التي جعلت أمته تخرج من نافذة التاريخ منذ أن اكتشف الأسبان و البرتغاليون الطرق البحرية و رأس الرجاء الصالح ثم العالم الجديد.؟ و استغنوا عن الطرق التجارية البرية المحتلة من طرف قراصنة الإسلام.؟!! ماذا حدث لإنتاجاتكم الفكرية و الفلسفية التي تعنينا في هذا التعليق ..؟ لماذا توقف عقرب التقدم لديكم بغتة و أنتم تنظرون ..؟ ثم هل الملاحدة الزنادقة مسلمون..؟! يتحدث عن الرازي و الخوارزمي و عن ابن سينا و ابن رشد فلم لا يضيف إليهم الراوندي و الكندي و المعري ولم لا أبو نواس أو حتى ابن سبأ. أم صناعاتهم و فنونهم حلال و آراءهم و نظرياتهم حرام..يستغلون إنتاجاتهم العلمية، و يعدمون أشخاصهم، و يحرقون أفكارهم ،في لعبة استلابية حقيرة يمارسونها على المجتمعات المفتوحة لهم المنهزمة أمامهم .. ثم هل يستطيع أن يوضح لنا الحكمة الكامنة وراء انتقال الفكر و الفلسفة و العلوم من أثينا و الإسكندرية إلى بغداد و البصرة و مكة و المدينة، ثم عودتها مرة أخرى إلى البندقية و جينوة المجاورتين لآثينا. ماذا فعلت الفلسفة في الشرق الأوسط.؟ هل تأسلمت.؟ أم حجت البيت.؟ من أثر في الآخر.؟ ومن تأثر.؟ و إذا علمنا علم اليقين أن الفكرين متناقضان لحد العداء فيحق لنا السؤال عمن انتصر على الآخر؟ و عمن حرف و شوه الآخر؟. ثم أي فلسفة هذه التي تعلمها الأوروبيون.؟ أ التي ترجمها المسلمون إلى رطانتهم و شحنوها بوساوسهم عن الكفر و الإيمان و الجنة و النار؟ أم تلك التي ترجمها أساتذة جينوة و البندقية إلى اللاتينية و التي لم يكتفوا بها و تعاطوا لتعلم اللغة اليونانية التي ليست عنهم ببعيد فأخذوا الفكر الصافي من منابعه.؟
أيها الدكالي العظيم الإسلام الذي تدعوني إليه نظرة بدوية إلى الإنسان و الكون . و نظام رعاة يرى العالم خلاء و الإنسان هباء و العقل ازدراء و التفكير حراما. فهل نظام من هذا القبيل ينتج علماء أو مفكرين؟ و بالتالي حضارة.؟ إن الشعوب التي ابتلتها الأقدار بالفتح كانت كلها شعوب متحضرة ومنتجة حتى أتاها السلب و النهب و السبي و الاستلاب ، و أصبحت بفضله مسلمة لا تملك من أمرها شيئا، و لا لقدرها ردا؛ فحل بها الكسل و الهوان، و أضحت شعوبا متخلفة مستهلكة . تاريخ هذه الشعوب أصبح تاريخ الإسلام.إنتاج هذه الشعوب أصبح إنتاج إسلام.فكر هذه الشعوب و لو كان منحرفا أصبح فكر الإسلام. و هذه هي قمة الاستلاب .
و يدعو لي بالهداية قائلا أنه يشفق علي من الكلام القاسي و كأني به يتصورني طفلا بضا ، يخاف عليه .فيا فرحتي .. ذاك ديدنهم . تزين لهم نرجسيتهم الكمال ، فيدعون للناس بما فضل عليهم من الرزق و الصحة، و المن و السلوى؛ ثم يأخذون الصدقات.حتى أصبح لكل نوع من الأدعية أجر معين. فبربكم كيف لفاقد شيء أن يعطيه. أ لا ترون أنهم يدعون للناس بالشفاء و هم مرضى محتاجون للتطبيب.؟ و يدعون للناس بالغنى الذي لا ينفذ و السعة التي لا تنضب.. وهم المعوزون الفقراء.؟ و يدعون للناس بالهداية.. و الطريق السوي.. و هم المنحرفون..و المجرمون الذين لو طبقت عليهم الشريعة، التي بها يلوحون؛لنصبوا في الساحات، و علقوا على رؤوس الأبواب.
أما الغريب في خطاب الدكالي، و الذي كاد يفلقني كما قال الشاعر، فهو حديثه عن العقل.فأنا لست أدري عن أي عقل يتحدث المشمول بالعناية الربانية.فالإسلام السني الأشعري تخلص من العقل منذ ولادته و رمى به في سلة القمامات. و لا داعي لتكرار ما قد يكون قرأه الأخ الدكالي عن رأينا في حق السنة و أهلها. أما الإسلام الإمامي فهذا هو الأخطر بين جميع المذاهب الإسلامية على العقل و على حق التفكير باسم العقل و التفكير بالذات.بل قد يكون أخطر حتى من تلك الحركات السنية المتطرفة .إذ باسم العقل ـ تلك الكلمة المغرقة في الجاذبية لكل من يستهويه التفكير الذي يعتبره الإماميون أحد مصادر عقيدتهم ـ يصادر الإماميون العقل و التفكير. كما أن الإمامي الذي يصفق لك حين تستعمل إحدى مقومات العقل في مناقشة التاريخ الإسلامي التي تتفق معه، مستعد في أي وقت كان لتكفيرك و قتلك ـ شأنه في ذلك شأن أتباع بني تيمية الذين يدعي عداءهم ـ حين تستعمل مقولات عقل أخرى في انتقاده.فعن أي عقل تتحدث بربك .. أ عن العقل الذي لا يسأل عن أشياء إن تبد له تسؤه أم عن العقل الذي لا يؤمن إلا بمبدئ:
و لا يصح شيء في الأذهان
إذا احتاج النهار لدليل
أبو قــــــُم