الـهريــــريــــات
الجزء الأول
أعشق أبا هريرة؛ أعشقه لحدّ الجنون. أعشق فيه ذلك الفنّان المجهول بن المجهول، الذي تسلّط على الرسول يوما، فأصبح يده اليمنى، و صفحة أسراره الفضلى ، و مصوّره الكاريكاتوري المبدع الأول بدون منازع.. من يقرأ الحديث لا بدّ و أن يسترعيه هذا الاسم ،أولا بغرابته، و ثانيا باستثنائية أحاديثه ـ التي سوف أدعوها منذ الآن بالرسوم الكاريكاتورية الهريرية ـ ، و ثالثا بكثرة رسومه هاته.. ففي الصفحة الرابعة بعد الستمائة من الجزء الثاني من سير أعلام النبلاء للذهبي نجد هذا الأخير يروي قائلا: دخل أبو هريرة على عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله (ص) قال: يا أماه ، ما كانت تشغلني عنه المرآة و المكحلة و لا الدهن. قالت (ض) لعلّه..انتهى.. و إن من ألزم اللوازم عند الترجمة أو التأريخ لشخص ما الإتيان على اسمه بالكامل و اسم أبيه و عشيرته و ذكر كنيته إن كان يعرف بكنية.إلا أنه في حال صاحبنا أبي هريرة فإنه لم يختلف الناس في الجاهلية و لا الإسلام في اسم أحد اختلافهم في اسمه . قال النّووي: أختُلف في اسمه و اسم أبيه على نحو من ثلاثين قولا و قال القطب الحلبي : اجتمع في اسمه و اسم أبيه أربعة و أربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم..و قد ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة الصفحة199 الجزء8. أما الحافظ المغربي ابن عبد البر في الاستيعاب فيقول: و اختلفوا في اسم أبي هريرة و اسم أبيه اختلافا كثيرا، لا يحاط به و لا يضبط في الجاهلية و الإسلام ـ و قال: و مثل هذا الاختلاف و الاضطراب لا يصحّ معه شيء يُعتمد عليه و قد غلبت عليه كنيته ـ فهو كمّن لا اسم له غيرها . و أولى المواضع بذكره الكنى ، أي ، لا يذكر اسمه بين الأسماء و إنما يذكر في الكنى.. و في أسد الغابة نجد : و قد أختلف في اسمه اختلافا كثيرا لم يُختلف في اسم آخر قبله و لا يقاربه.أمّا أمّه فقد ذكروا أنّ اسمها أميمة.. وهذا نفس ما يحكيه فناننا عن نفسه إذ يقول: كنت أرعى غنم أهلي ، و كانت لي هرّة صغيرة ، فكنت أضعها في الليل في شجرة و إذا كان النهار ذهبت بها ، فكنّوني أبا هريرة. و الظاهر أن هذه الهرّة سوف تلازمه بقية حياته. فقد رآه النبي في المدينة يحملها في كمّه فقال : يا أبا هريرة ،( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) فاشتهر به كما ذكر ذلك الفيروز بن آبادي في قاموسه المحيط هنا أتساءل: لماذا لقّبوه و لقبه النبي أبا هريرة و ليس أبا الهريرة.؟!! فالنبي كما يزعم فناننا رأى الهرة ، و أمّه تعرف هرّته .فلماذا صاغاها نكرة و لم يصوغاها معرّفة بأل ؟؟! على أن التعريف و التنكير بالغ الأهمية و بالخصوص في التسميات. فلْْنعُج قليلا على الأدب الجاهلي ، و لْـنتلمّس شاعرا من فحول الشعر العربي قبل و أثناء الإسلام . و لْـنقتطف معا أبياتا من خالدة أبي بصير ميمون الأعشى بن قيس يقول أعشى قيس : ودِّعْ هريرةََ إنّ الرّكبَ مُرْتحِلُ و هل تُطيقُ وداعا ،أيها الرّجل إلى أن يقول صدّتْ هريرةُ عنّا ما تُكلّمُنا جهْلا بأُمِّ خليدٍ ، حبْلَ منْ تصِلْ؟ اَ أن رأت رجلا أعشى أضرّ به ريْب المَنون و دهرٌ مُفْنِدٌ خَبلُ قالت هريرةُ لمّا جئتُ زائرَها ويلي عليك! و يلي منكَ يا رجلُ فكما نرى فهريرةُ كاسم نكرة هو في الحقيقة ليس اسم هرّة تمشي على أربع. و إنما هو في حقيقة أمره اسمٌ لهرّة من نوع آخر. و الحقّ الحقّ ، أنا لم أسمع قطُّ حرّةً تُسمّى ـ هريرةَ ـ أمّا هريرة أعشى قيس هذه : فهي قينة كانت لرجل من آل عمر بن مرئد أهداها لقريب له. فيا ترى من تكون هرّة أبي هريرة!!!!!!؟ و في أصل و نشأة فنّاننا فإنه يقال مثل ما قيل في اسمه. فمجهول الاسم، سوف لن يكون إلا مجهول الأصل و النسب ،غريب النشأة و المنبت فكل ما عرف عن أصله هو أنه من عشيرة سليم بن فهم من قبيلة أزد ، أو من دوس إحدى القبائل العربية الجنوبية. أمّا نشأته و حياته في اليمن فمجهولة لا يعلم عنها أحد شيئا؛ غير ما سبق ذكره من أنه كان يرعى كمحمّد الغنم، و كان فقيرا معدما يخدم الناس بطعام بطنه. في هذا الباب، يروي عنه ابن قتيبة في الصفحة المائة و العشرون من كتاب المعارف أنه قال: نشأتُ يتيما و هاجرت مسكينا و كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا و أحدوا إذا ركبوا.انتهى. كما أخرج ابن سعد في طبقاته عن فناننا أنه قال: و قد رأيتني و إني لأجير لابن عفّان و ابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي، أسوق إذا ارتحلوا و أحدو بهم إذا نزلوا و بجدر بالذكر أن فنّاننا كان من نوع الفنّان العصامي ، الفنّان الفطريّ، الذي لم يقرأ في مدرسة و لا تعلّم في معهد و لا سمع إلا عن محمّد. لقد كان فناننا أميا جاهلا بالقراءة و الكتابة، و ظل كذلك طول حياته. و تلك من معجزات الإسلام و فضله على الجهلة و الأميين. لمّا سمع فنّاننا ببعثة محمّد بن آمنة و انتشار دعوته، و انتصاره على أعدائه ؛ قدم إليه و هو بخيبر. كما قدم في نفس الوقت غيره من الدوسيين الأشعريين .و كان ذلك بعد أن تعدى الثلاثين من عمره، و ذلك بعدما افتتحوها ، كما ذكر هو نفسه في قوله: أتيت النبي و هو بخيبر بعدما افتتحوها. ص: 31 ج: 6 و 391 و 398ج:8 من فتح الباري و في الصفحة السابعة و الثمانين من الجزء الأول من طبقاته يقول ابن سعد و هو يتحدّث عن غزوة خيبر: و قدم الدّوسيون فيهم أبو هريرة و الطّفيل بن عمرو و أصحابهم و نفر من الأشعريين؛ فكلّم رسول الله أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة ، ففعلوا.. و قال المقريزي في الجزء الأول من إمتاع الأسماع الصفحة السادسة و العشرون بعد الثلاثمائة: و قدم الدّوسيون فيهم أبو هريرة و الطفيل بن عمرو و أصحابهم و نفر من الأشعريين ؛ فكلّم رسول الله أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة فقالوا :نعم يا رسول الله أمّا ابن حجر في الإصابة (ص287 ج3) فقد نقل عن ابن أبي حاتم ما يجب أن تستعِدّ عزيزي القارئ لسماعه فلننتبه قليلا فما سيأتي أعظم من أُحُد. و لمّا رأى كثرة مغانم الغزو (نحن نتحدث عن فناننا بطبيعة الحال) جاشت مطامعه ( يا لطيف) و طلب من رسول الله أن يسهم له؛ ثم تدخّل فيما لا يعنيه ، فطلب من النبيّ ألّا يسهم لأبان بن سعيد بن العاص الذي كان ممّن خاضوا غمار هذه الغزوة . فانبرى له أبان بن سعيد و أغلظ له في القول و أهانه ، لأنه لم يكن من الذين اصطلوا بنار الغزو و لا اشترك في الجهاد. فكيف تطمع نفسه في أن يشارك في المغانم.؟! و قد بلغ من إيلام أبان لأبي هريرة، أن قال له : واعجبا لوبر ( دويبة صغيرة وحشية كالسنور ؛يقول الفريق أمين معلوف باشا في كتابه <معجم الحيوان> إنه حيوان من ذوات الحافر في حجم الأرنب) تدلّى علينا من ضأن(جبل في أرض دوس قوم أبي هريرة) ، و في رواية ، يا وبر تحذّر من رأس ضالّ؛ فقال النبي : يا أبان ، اجلس، و لم يقسم له ، و تلقى أبو هريرة هذه الإهانة فقبع ( و لكُمْ أن تتصوّروا فنّاننا الكبير في هذا الموقف الذي أحسده عليه) و لم يجد له جوابا يردّ به على أبان.. انتهى كلام ابن حجر.. هكذا كان لقاء فنّاننا الأوّل ببطل الله محمد خير البشر، الذي من سماحته كان الصحابة رضوان الله عليهم يتسابون و يتلاعنون بحضوره (ص). و كانوا يتنافسون فيما سرقوا و نهبوا، و يوزعون ذات اليمين و ذات الشمال ما أفاء به رب الرحمة و العدل عليهم. لنا لقاء آخر مع الهريريات و شكرا
أبو قثم
الجزء الأول
أعشق أبا هريرة؛ أعشقه لحدّ الجنون. أعشق فيه ذلك الفنّان المجهول بن المجهول، الذي تسلّط على الرسول يوما، فأصبح يده اليمنى، و صفحة أسراره الفضلى ، و مصوّره الكاريكاتوري المبدع الأول بدون منازع.. من يقرأ الحديث لا بدّ و أن يسترعيه هذا الاسم ،أولا بغرابته، و ثانيا باستثنائية أحاديثه ـ التي سوف أدعوها منذ الآن بالرسوم الكاريكاتورية الهريرية ـ ، و ثالثا بكثرة رسومه هاته.. ففي الصفحة الرابعة بعد الستمائة من الجزء الثاني من سير أعلام النبلاء للذهبي نجد هذا الأخير يروي قائلا: دخل أبو هريرة على عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله (ص) قال: يا أماه ، ما كانت تشغلني عنه المرآة و المكحلة و لا الدهن. قالت (ض) لعلّه..انتهى.. و إن من ألزم اللوازم عند الترجمة أو التأريخ لشخص ما الإتيان على اسمه بالكامل و اسم أبيه و عشيرته و ذكر كنيته إن كان يعرف بكنية.إلا أنه في حال صاحبنا أبي هريرة فإنه لم يختلف الناس في الجاهلية و لا الإسلام في اسم أحد اختلافهم في اسمه . قال النّووي: أختُلف في اسمه و اسم أبيه على نحو من ثلاثين قولا و قال القطب الحلبي : اجتمع في اسمه و اسم أبيه أربعة و أربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم..و قد ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة الصفحة199 الجزء8. أما الحافظ المغربي ابن عبد البر في الاستيعاب فيقول: و اختلفوا في اسم أبي هريرة و اسم أبيه اختلافا كثيرا، لا يحاط به و لا يضبط في الجاهلية و الإسلام ـ و قال: و مثل هذا الاختلاف و الاضطراب لا يصحّ معه شيء يُعتمد عليه و قد غلبت عليه كنيته ـ فهو كمّن لا اسم له غيرها . و أولى المواضع بذكره الكنى ، أي ، لا يذكر اسمه بين الأسماء و إنما يذكر في الكنى.. و في أسد الغابة نجد : و قد أختلف في اسمه اختلافا كثيرا لم يُختلف في اسم آخر قبله و لا يقاربه.أمّا أمّه فقد ذكروا أنّ اسمها أميمة.. وهذا نفس ما يحكيه فناننا عن نفسه إذ يقول: كنت أرعى غنم أهلي ، و كانت لي هرّة صغيرة ، فكنت أضعها في الليل في شجرة و إذا كان النهار ذهبت بها ، فكنّوني أبا هريرة. و الظاهر أن هذه الهرّة سوف تلازمه بقية حياته. فقد رآه النبي في المدينة يحملها في كمّه فقال : يا أبا هريرة ،( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) فاشتهر به كما ذكر ذلك الفيروز بن آبادي في قاموسه المحيط هنا أتساءل: لماذا لقّبوه و لقبه النبي أبا هريرة و ليس أبا الهريرة.؟!! فالنبي كما يزعم فناننا رأى الهرة ، و أمّه تعرف هرّته .فلماذا صاغاها نكرة و لم يصوغاها معرّفة بأل ؟؟! على أن التعريف و التنكير بالغ الأهمية و بالخصوص في التسميات. فلْْنعُج قليلا على الأدب الجاهلي ، و لْـنتلمّس شاعرا من فحول الشعر العربي قبل و أثناء الإسلام . و لْـنقتطف معا أبياتا من خالدة أبي بصير ميمون الأعشى بن قيس يقول أعشى قيس : ودِّعْ هريرةََ إنّ الرّكبَ مُرْتحِلُ و هل تُطيقُ وداعا ،أيها الرّجل إلى أن يقول صدّتْ هريرةُ عنّا ما تُكلّمُنا جهْلا بأُمِّ خليدٍ ، حبْلَ منْ تصِلْ؟ اَ أن رأت رجلا أعشى أضرّ به ريْب المَنون و دهرٌ مُفْنِدٌ خَبلُ قالت هريرةُ لمّا جئتُ زائرَها ويلي عليك! و يلي منكَ يا رجلُ فكما نرى فهريرةُ كاسم نكرة هو في الحقيقة ليس اسم هرّة تمشي على أربع. و إنما هو في حقيقة أمره اسمٌ لهرّة من نوع آخر. و الحقّ الحقّ ، أنا لم أسمع قطُّ حرّةً تُسمّى ـ هريرةَ ـ أمّا هريرة أعشى قيس هذه : فهي قينة كانت لرجل من آل عمر بن مرئد أهداها لقريب له. فيا ترى من تكون هرّة أبي هريرة!!!!!!؟ و في أصل و نشأة فنّاننا فإنه يقال مثل ما قيل في اسمه. فمجهول الاسم، سوف لن يكون إلا مجهول الأصل و النسب ،غريب النشأة و المنبت فكل ما عرف عن أصله هو أنه من عشيرة سليم بن فهم من قبيلة أزد ، أو من دوس إحدى القبائل العربية الجنوبية. أمّا نشأته و حياته في اليمن فمجهولة لا يعلم عنها أحد شيئا؛ غير ما سبق ذكره من أنه كان يرعى كمحمّد الغنم، و كان فقيرا معدما يخدم الناس بطعام بطنه. في هذا الباب، يروي عنه ابن قتيبة في الصفحة المائة و العشرون من كتاب المعارف أنه قال: نشأتُ يتيما و هاجرت مسكينا و كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا و أحدوا إذا ركبوا.انتهى. كما أخرج ابن سعد في طبقاته عن فناننا أنه قال: و قد رأيتني و إني لأجير لابن عفّان و ابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي، أسوق إذا ارتحلوا و أحدو بهم إذا نزلوا و بجدر بالذكر أن فنّاننا كان من نوع الفنّان العصامي ، الفنّان الفطريّ، الذي لم يقرأ في مدرسة و لا تعلّم في معهد و لا سمع إلا عن محمّد. لقد كان فناننا أميا جاهلا بالقراءة و الكتابة، و ظل كذلك طول حياته. و تلك من معجزات الإسلام و فضله على الجهلة و الأميين. لمّا سمع فنّاننا ببعثة محمّد بن آمنة و انتشار دعوته، و انتصاره على أعدائه ؛ قدم إليه و هو بخيبر. كما قدم في نفس الوقت غيره من الدوسيين الأشعريين .و كان ذلك بعد أن تعدى الثلاثين من عمره، و ذلك بعدما افتتحوها ، كما ذكر هو نفسه في قوله: أتيت النبي و هو بخيبر بعدما افتتحوها. ص: 31 ج: 6 و 391 و 398ج:8 من فتح الباري و في الصفحة السابعة و الثمانين من الجزء الأول من طبقاته يقول ابن سعد و هو يتحدّث عن غزوة خيبر: و قدم الدّوسيون فيهم أبو هريرة و الطّفيل بن عمرو و أصحابهم و نفر من الأشعريين؛ فكلّم رسول الله أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة ، ففعلوا.. و قال المقريزي في الجزء الأول من إمتاع الأسماع الصفحة السادسة و العشرون بعد الثلاثمائة: و قدم الدّوسيون فيهم أبو هريرة و الطفيل بن عمرو و أصحابهم و نفر من الأشعريين ؛ فكلّم رسول الله أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة فقالوا :نعم يا رسول الله أمّا ابن حجر في الإصابة (ص287 ج3) فقد نقل عن ابن أبي حاتم ما يجب أن تستعِدّ عزيزي القارئ لسماعه فلننتبه قليلا فما سيأتي أعظم من أُحُد. و لمّا رأى كثرة مغانم الغزو (نحن نتحدث عن فناننا بطبيعة الحال) جاشت مطامعه ( يا لطيف) و طلب من رسول الله أن يسهم له؛ ثم تدخّل فيما لا يعنيه ، فطلب من النبيّ ألّا يسهم لأبان بن سعيد بن العاص الذي كان ممّن خاضوا غمار هذه الغزوة . فانبرى له أبان بن سعيد و أغلظ له في القول و أهانه ، لأنه لم يكن من الذين اصطلوا بنار الغزو و لا اشترك في الجهاد. فكيف تطمع نفسه في أن يشارك في المغانم.؟! و قد بلغ من إيلام أبان لأبي هريرة، أن قال له : واعجبا لوبر ( دويبة صغيرة وحشية كالسنور ؛يقول الفريق أمين معلوف باشا في كتابه <معجم الحيوان> إنه حيوان من ذوات الحافر في حجم الأرنب) تدلّى علينا من ضأن(جبل في أرض دوس قوم أبي هريرة) ، و في رواية ، يا وبر تحذّر من رأس ضالّ؛ فقال النبي : يا أبان ، اجلس، و لم يقسم له ، و تلقى أبو هريرة هذه الإهانة فقبع ( و لكُمْ أن تتصوّروا فنّاننا الكبير في هذا الموقف الذي أحسده عليه) و لم يجد له جوابا يردّ به على أبان.. انتهى كلام ابن حجر.. هكذا كان لقاء فنّاننا الأوّل ببطل الله محمد خير البشر، الذي من سماحته كان الصحابة رضوان الله عليهم يتسابون و يتلاعنون بحضوره (ص). و كانوا يتنافسون فيما سرقوا و نهبوا، و يوزعون ذات اليمين و ذات الشمال ما أفاء به رب الرحمة و العدل عليهم. لنا لقاء آخر مع الهريريات و شكرا
أبو قثم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire