نــوادر القوّادين
و القوّادات
دائما في إطار ردّنا على المؤمنين الذين يرمون الإلحاد و العلمانية بالفساد و الفجور نغوص في أعماق سراديب المجتمع المؤمن المثالي لنتلمّس الشّذوذ الإسلامي البحت و نكشف عن المستور الذي يندى له الجبين
كان حمدان بن بُشر قوّادا على أبي نؤاس في زمن وِجارته ، فحدّث أبو حاتم السّجستاني قال :
مرّ أبو نؤاس في بعض سكك النصرة و معه حمدان بن بُشر ، و كان يقود عليه ، فرمقهم النّاي فاستحيوا ،فقال حمدان لأبي نؤاس : ( تقدّم حتّى أتبعك) ، فقال أبو نؤاس : )تقدّمنب أنت * ، ثمّ أنشد :
أقول لحمدان بن بُشْر مجاوبا و قد رشقتنا باللحاظ النواظر
و قَنَّعّ منْه الرأسَ ثُمَّتَ قال لي تــقدّم قليلا إنّني متــأخّــــــر
تقدّم قليلا يعرف النّاس شأننا بأنّــك قــــــوّاد و إنّي مؤاجَر
غلّست يوْماً إلى المسجد الجامع لصلاة الغداة ، فإذا أنا بأبي نؤاس يكلّم امراة عند باب المسجد ، و كنت أعرفه في مجالس الحديث و الأدب ن فقلت : ( مثلك يقف هذا الموقف لحقّ أو لباطل ) ، فمضى ثمّ كتب إلي في ذلك :
إنّ التــي أبصَرْتَني سحرا أكلّمها ، رسول
أدّت إلــيّ رسالــــة كادت لها نفسي تزول
من فاتـــر العينيــن يُتعِــبُ خِصْــرَه ردْفً ثقيل
متنكّب قوس الصّبا يرمي و ليس له رسيل
فلـو أنّ إذْْنَــكَ بيننا حتى تسمَّع ما نـــقول
لرأيت ما استقبحت من أمري هناك ،هو الجميل
و حدّث محمّد بن مظفّر ’ كاتب إسماعيل بن صبيح ، قال : قال لي إسماعيل
قال لي الرّشيد يوما :
( يا إسماعيل ،أَبْغِني (أطلب لي) جارية ، وصيفة فطِنَة ، مقدودة تسقِني ، فإنّ الشرب يطيب من يد مثلها )
قال ؛ فقلت : يا سيّدي على الجهد ، إلاّ أنّي أحبّ أن تصفها لي
فقال لي : إجعل قول هذا العيّار إماماً لك ؛ يعني أبا نؤاس
فقلت : و ما هو ؟ قال : قوله
مـــن كــفِّ ساقيةٍ ناهيك ساقيـةً في حسن قدٍّ و في ظُــرْفٍ و في أدبِ
كــانت لـربّ قيّـان ذي مغالبــة بالكشـخ محتـرِفٍ بالكشـخ مكتســــب
فقد رأت و ردّت عنهنّ واختلفت مــــا بينهــنّ و من يهويـــن بالكتـب
و جُمِّشَتْ بخَفِيّ اللحظ فانجمَشَت و جرّتِ الوعْدَ بين الصّــدق و الكذبِ
تَمَّــتْ فلم يــر إنسان لهــا شبها فيمن برا الله من عجْمٍ و منْ عــرَبِ
قال
فلا و الله ما قدرت على جارية فيها بعض ذلك
أمّا الكشخ فهو القِوادة و جمّشت تعني غوزلت و دوعبت ، أمّا فعل برا يبري الباري فمرادفه خلق يخلق خالق
حدّث الصّلت ، قال :
كنّا عند سفيان بنَ عُيَيْتة ‘ فذكروا قول مالك بن دينار : و أمّا إبليس و الله لقد عصي فما ضرّه ، و لقد أطيع فما نفع فقال له رجل : إن أذنت يا أبا محمّد أنشدتك لهذا العراقيّ ، يعني أبا نؤاس ، في هذا المعنى شيئا,,قال : هات ، فأنشده
عجِبْت من إبليس في كبْرِه و خبْثِ ما أظْهَرَ من نِيّتِهْ
تـــاه على آدم في سجــدة و صـار قوّدا لذرِّيَتِــــــه
فاستضحك سفيان و قال :
و أبيك ، لقد ذهب مذهبا ، و ما تنفكّ عن مُلْحَةٍ تأْتينا من هذا الشّاعر
قال أبو منصور الثعالبي
و من أحسن ما سمعت في قوّاد قول السرّيّ الموصليّ في رجل اسمه إدريس
من ذمّ إبليس في قيادته فإنّني شاكر لإدريس
كلّم لي عاصيا فصار له أطوع من آدم لإبليس
و كان في سرعة المجيء به آصف في حمل عرش بلقيس
و آصف هو كاتب النبي سليمان و هو الذي دعا الله بالاسم الأعظم فرآى سليمان العرش مستقرا عنده
أمّا المأمون فيؤثر عنه
بعثتـك مرتــاداً ففُـــــزْتَ بنظــرة و أخلفْتَني حتّى أسأت بك الظّنّا
و ناجيْتَ منْ أهوى و كنت مقرّبا ليت شعري عن دُنُوِّكَ ما أغنى
و ردّدت طرفا من محاسن و جهها و متّعت باستسماع نغمتها أذنا
أرى أثــرا منهــا بعينيك لم يكن لق د سرَقَتْ عيناك من وجْهها حسنا
و ردّدت طرفا من محاسن و جهها و متّعت باستسماع نغمتها أذنا
أرى أثــرا منهــا بعينيك لم يكن لق د سرَقَتْ عيناك من وجْهها حسنا
و من هؤلاء الأرسال من يميل للمعشوقة و يميل إليه فيتآلفان و يتركان العاشق المرسل
حدّث الرّياشيّ قال:
كان أبو ذؤيب يبعث ابن عمّ له ، يقال له خالد بن زهير ، إلى امرأة كان يختلف إليها، يقال لها أمّ عمرو ، و هي التي كان يشبب بها ، فراودت الغلام على نفسه فأبى ذلك حينا و قال : أكره أن يبلغ أبا ذؤيب. ثمّ طاوعها ، فقالت :ما يراك إلا الكواكب !!
فلمّا رجع إلى أبي ذؤيب قال :قال و الله إني لأجد ريح أم عمرو فيك !!فقال فيهما
تريدين كيما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان،ويحك، في غِمْدِ
أخالد ما راعيت منّي قرابة فتحفظني بالغيب أو بعض ما تبدي
فردّ عليه خالد
فإنّ التي فينا زعمتَ و مثُلَها لفيكَ ، و لكنّي أراك تجوزها
ألم تنتقِذْها من يد ابن عويمر و أنت صفيّ نفسه و وزيرها
فلا تجْزعنْ من سنّة أنت سرتها فأوّل راضي سنّة من يسيرها
شرح أشعار الهذليين للسّكّري ، ج 1 ، تحقيق عبد الستار أحمد فراج ، بيروت
أبو قثم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire