التناقض في القرآن
لقد حدّدنا العلوم ، و بيّنّا المعالم المنطقية و العقلية للفكر العلمي . و توقّـفنا عند مبدإ التناقض الذي يشكّل عماد كلّ تفكير علمي ، و تساءلنا عن إلى أيّ مدى يحترم القرآن هذا المبدأ الذي بدونه لا يقوم فكر و لا يصلح رأي.
فيا لهول ما يصادفه من يتحرى التناقض في القرآن.
إن كتاب القرآن نسيج عجيب تتألّف أسماله من خيوط و لا خيوط ، من أشياء و لا أشياء ،و من حقائق و لا حقائق.إنه خليط عجيب من المتناقضات و التناقضات حتى ذهب العارفون المستغفلون إلى تسمية كل ناقض فيه نا سخا و كلّ نقبض منسوخا ، تسترا على عوراته و لململة لأطرافه.
إن ما يصادف الناظر في القرآن من التناقض و التنافر و التعارض يفقأ عينه و يجعله يؤمن بأن لو كان هذا القرآن كتاب علوم ما وجدوا فيه اختلافا كثيرا
فكلام العلم لا يعارض نفسه و لا يناقض واقعه و لا يقدّس حقائقه . أمّا و إن حدث و سقط العلم في تناقض ، كما سبق القول ، أحدث ذلك فيه زلزالا عظيما . أمّا القرآن؛ فبقدر ما يقع فيه التناقض، و تشيّد عليه الأفكار المعوجّة و الحقائق المزوّرة ؛ بقدر ما يتجلى لديه الإعجاز و يتوقف التفكير و يعطّل العقل . و كأنّي بالمراد بالإعجاز في القرآن تعجيز الناس عن إدراك معانيه المتناقضة و حكمه البلهاء و ليس عجزهم عن مضاهاته أو الإتيان بمثله
من سمات العلوم الاختصاص و التخصص . فالفيزياء على سبيل المثال تختص في دراسة الظواهر الطبيعية كالحركة و القوة و الكتل و دراسة الموادّ من حيث خصائصها الفيزيائية و من حيث تفاعلاتها في الإطارين المكاني و الزمني. و هذه الفيزياء تنقسم إلى عدة فروع كالميكانيكا الكلاسيكية و الفيزياء الذرية و البصرية و النسبية الخاصة و العامّة و فيزياء الجسيمات ..إلخ . و كل فرع من هذه الفروع يشكل اختصاصا قائما بذاته تتفرّع عنه اختصاصات أخرى متعددة و مستقلة الواحدة عن الأخرى.
فأين القرآن و علومه من كلّ هذا؟؟؟
أين هو الاختصاص أو التخصص في كتاب في كلّ واد تراه يهيم ؟ تجده يتحدث عن الخبز و البترول و الشياطين و السحر و العلم و القانون ، كلّ في خليط مليط لا يستبين إلا في مخيلة سهّدها العفيون و نشّطها مخدر الدين.
لعمري إن ما قاله عبد العقل ابن الراوندي في كتابه الزمرد نقلا عن كتاب الانتصار للخياط لأحسن وصف للخبطة القرآن و خلطته الكيميائية العجيبة،
يقول ابن الراوندي
إن القرآن ليس كلام إله حكيم ، و إنّ فيه تناقضا و خلطا و كلاما يدخل في باب المستحيل كما في مسرحية ملائكة بدر
تاريخ الإلحاد في الإسلام ـ د . عبد الرحمن بدوي
فمنذ القرن الرابع الهجري وما قبله رفض العاقلون فرية العلوم في القرآن ، على أساس أنه كتاب مناف للعقل كل ما يحفل به عاطفة و حدس و تكهّن و كهانة
و لم يستطع ابن الراوندي أن يستسيغ ، شأنه في ذلك شان أبي بكر الرازي و الكندي و غيرهم من شجعان الفكر العربي فكرة و عقيدة الإعجاز و العلم في القرآن و لا حتى نبوة محمد ، فنجده في نفس المصدر يقول
فالعقل هو الذي يمتحن قيمة النبوة ، فإمّا أن تتفق تعاليم النبي مع العقل و حينئذ لا موجب لها لأن العقل يغني عنها ، و إمّا أن تتناقض معه و هي حينئذ باطلة
ثمّ يضيف
إن الرسول أتى بما كان منافرا للعقول ، مثل الصلاة و غسل الجنابة و رمي الحجارة في الحج و الطواف حول بيت لا يسمع و لا يبصر ، و العدو بين حجرين لا ينفعان و لا يضرّان ، و هذا كلّه مما لا يقتضيه العقل . فما الفرق بين الصفا و المروة إلا كالفرق بين أبي قبيس و حرى ، و ما الطواف حول البيت إلا كالطواف على غيره من البيوت
أما عبد المسيح بن إسحاق الكندي فنجده يقول
الأنباط و الأسقاط و العجم و المغفّلون و الأغبياء الذين لا يعرفون اللسان العربي هم الذين ينخدعون بدعوى إعجاز القرآن
فإعجاز القرآن الخادعُ يكمن في تناقضاته التي يصرّ عليها ، و يكمن في تكرارها المملّ ترسيخا لها في الأدمغة المدجّنة
فأوّل ما تفتح كتاب الله تعالى تطالعك تناقضاته مرحبة بك ، فهي أم الكتاب و هي عينه ، و هي آياته و معجزاته. فبعد أوّل بسملة تنتفض أمامك عبارة لا فعل لها و لا فاعل ، مبتدأها عديم الخبر تختال أمام عبينيك في ترنح تقول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، فلا تعرف عمّن يصدر الحمْدُ ؟ و لا من الحامد ومن المحمود؟ أ هو القارئ يحمد الله أم هو النبي مصنف الكتاب يحمد ربه أم هو الله يحمد نفسه ؟فتذهبَ إلى كتب التفسير فتستزيد على الإبهام إبهاما و خلطا . فلو أنهم مثلا أضافوا في أولها فعل الأمر المعروف في القرآن (فعل قل) على صيغة جمع المخاطب لاتضحت الرؤية و أصبحت العبارة واضحة مفهومة لا عجز و لا إعجاز فيها
قولوا الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعيد...
و لكن القرآن طبعُه التدليس و التعويم و الغموض ؛ و منطقُه ،كن فيكون ، و صدق الله و كذب بطن أخيك
فما أن تغادر محطة الفاتحة حتى تطالعك علامة البقرة فتتساءل ، و ما شأن البقر بالله و الله بالبقر ؟ لكن ما يفتأ عجبك أن يزول حين تعلم أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا بعوضة و ما فوقها ، و ليس ما تحتها. فالبقرة أعظم من البعوضة على أي حال.فتتساءل مع بني إسرائيل و أي بقرة هذه التي خصتها العناية الربانية بالذكر ؟؟. فتبهت عندما تعرف أنها بقرة لا فارض و لا دلول ، لا شية فيها و لا عجب ، تشابهت مع البقر في كل شيء إلا في أحد أطرافها ضربوا به مقتولا فعاد إلى الحياة.فتسأل بني إسرائيل عن معجزتهم هذه فينكرونها ، و يطالبونك بالحجة و الدليل و المكان و الزمان فلا تجد لدعواهم ردّا. ثم يضيفون أن ما في توراتهم هو أن الرجل إذا أصبح في القرية مقتولا ، و لا يُعرف قاتله، لزم أهلَ القرية ذبحُ بقرة قربانا لله تبرءا من الدم و هدرا له . و الظاهر أن أهل هذا النص قد عطلوه لمنافاته للعدل و مجانبته للحق .
أما و أن البقرة تشكّل علامة في التاريخ فإن أمر القرآن يصبح لعمري أكثر صعوبة و أكثر تعثرا
فالحدث التاريخي لا يقبل التناقض و يتطلّب الوثائق و الشهود و الآثار ، فيسقط القرآن في حيص العلم و بيص الحجة و البرهان
و هكذا و أنت تتصفح الصفحات لا تطالعك إلا المتناقضات من كل لون و من كل جنس و من كل نوع . و حتى نكون علميين في وضعنا لها ارتأيت أنه من اللازم تصنيفها حسب العلوم . فنبحث في القرآن عمّا فيه من كيمياء مثلا و فيزياء و علوم حساب و طب و تاريخ.
أليس هو كتاب علوم ؟؟
و إن أيسر طريق للبحث في علمية القرآن لهي البحث عما فيه من لا علم.
و لكن هذا لا يمنع من أن نختم مقالنا هذا بوضع بعض النماذج العمومية لتناقضات القرآن مع نفسه و ومع الواقع و العقل و مع مصادره
فما أشدّ الاختلاف و التعارض في صفات الله في القرآن . فالذي كتب على نفسه الرحمة في سورة الأنعام (16) يهدي من يشاء و يُضل من يشاء عي سورة إبراهيم (4)
و الله الذي يهدي إلى الصراط المستقيم في أكثر من عشرين موقعا في القرآن نجده في أكثر من ثلاثين محطة يُضلّ الناس ضلالا بعيدا ، لغاية أننا نجده في الآية الثامنة و الثمانين من سورة النساء يتساءل بكل الوقاحة
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
و أما في سورة الأنعام فيصرح أنه من شاء يضلله ومن شاء يهده إلى صراط مستقيم
فهل هو مضلّ أم هاد؟ أم هما معا؟
و إذا أخذنا بكونه مضلا فما منزلة الشيطان في الإسلام إذا؟
ثمّ الله ، في الآية99 من النحل يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي ، و لكنه في الآية 16 من الإسراء يختار القرية التي تروق له و يأمر مترفيها بالفسوق فيها ، ثم يتلذّذ بتعذيبها و تخريبها على أهلها و تدميرها تدميرا. فأين هو العدل ؟ و إذا كان هذا هو العدل الإلهي فما هو البغي إذا في قاموسه سبحانه و تعالى؟ كما أن هذا الإله الذي في الآيه 58 من النساء يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ،نجده يقول في سورة فصلت الآية25
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِين و يضيف في الآية الرابعة من الإسراء
َ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً
كما أن الإله الذي ليس كمثله شيء و هو السميع البصير في الشورى(131) نجده في سورة النور يستحيل قنديلا زيتيا من العهد الحجري
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
ثم ما يفتأ أن يصير منفاخا ينفخ في الطين فيصبح بشرا سويا و في الفروج فتلد و ينفخ في الأصوار و المزامير
فإذا سوّيته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص 72)
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِين ( الأنبياء 91)
يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ( النبأ 18)
أما خلق الكون فهو الآخر لا يخلو من أسطورية و لا من تناقضات. فالرب مثلا لا حصرا الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام في سورة يونس/3 ،و الأعراف/ 54 ، و هود/ 7، و الحديد /4 ، نجده قد أتمّ خلقهن في ثمانية أيام في سورة فصلت من الآية9 إلى الآية12
أما عن خلق الإنسان فحدّث و لا حرج
فهو خلقه من ماء دافق يخرج من بين الصلب و الترائب . و خلقه مرة من تراب و أخرى من طين و في ثالثة من حمإ مسنون . ثمّ بعد ذلك جعله خليفة في الأرض بينما يقول أنه أنزلهما مما كانا فيه عقابا لهما على انخداعهما بإبليس . فهل وجود الإنسان في هذا العالم خلافة على الأرض أو عقابا على حمل الأمانات التي أشفقت منها الجبال؟
كلّ هذا و مثله سنتوسّع فيه و نفصله في مقالاتنا المقبلة مصنّفا حسب العلوم التي يخال للبعض أن القرآن تطرق إليها، حتى نتبين إلى أي مدى كان القرآن كتاب علوم
أبو قثم
والله ما رأيت أغبى منك على وجه البسيطة وأى عيل صغير يقدر يرد عليك بس المشكلة ان مخك مقفول لن تفهم ولو عندك ذرة تفكير واحدة كنت فهمت من نفسك لكنك غبى وسترى عواقب عدم أدبك فى الكلام عن الخالق عز وجل وأنا أدعو عليك أن يرينا الله فيك أية وأن سيشفى غليلى منك بقدرته وحوله حسبى الله ونعم الوكيل فيك وفى كل الكافرين النجسين يانجس انت غير محترم مع خالقك هل ستكون محترم مع احد لا والله
RépondreSupprimer