mercredi 29 juillet 2009

حزقة أخرى لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ






يقول رب سحب الخراء في سورة يس
وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
فيقول الشيخ سحب الخراء في تأويله للآية الأربعين (لا الشمس إلى في فلك يسبحون)
ومعلوم للجميع بأن المعروف والسائد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس هى التي تتحرك، ولكن هذه الاية الكريمة أكدت بطريقة لطيفة جدا مباشرة أو غير مباشرة على ثبوت الشمس وتحرك القمر!!!! فاخسأ يا جاهل يا حقير يا عدو يا كذاب يا شاذ
انتهى كلام الشبخ..
فإذا كانت الشمس ثابتة( بطريقة لطيفة جدا )فكيف لها أن تدرك أو لا تدرك القمر؟
إذا كانت الآية توحي بأن الشمس ثابتة فلماذا لم يقل رب سحب الخراء : لا القمر ينبغي له أن يدرك الشمس ؟على أساس أن القمر هو الذي يتحرك و ليس الشمس؟؟.
هذا التأويل ذكرني بقول ابن اسحاق الكندي عندما يقول:
الأنباط و الأسقاط و العجم و المغفلون و الأغبياء الذين لا معرفة لهم باللسان العربي هم الذين ينخدعون بدعوى إعجاز القرآن
ففي هذه الآية الخرقة كل الأشياء تتحرك. و ليست الشمس لوحدها و لا القمر فقط ؛ و إنما الليل و النهار هما الآخران كيانان مستقلان و يتحركان
و حتى نفهم هذه الخرقة البالية علينا بطيّها و جعل سافلها يطابق عاليها
فنبدأ من
كلّ في فلك يسبحون
يقول ابن كثير :
وقوله تبارك وتعالى: {وكل في فلك يسبحون} يعني الليل والنهار والشمس والقمر, كلهم يسبحون أي يدورون في فلك السماء, قاله ابن عباس وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة وعطاء الخراساني
انتهى
فهذه الشمس لها فلك تتحرك فيه؛ و القمر له فلك نعرفه ؛و أما الليل و النهار فأين يتحركان؟
لنفهم؛ يجب علينا أن نعود إلى الآية الأولى ، يعني السابعة الثلاثين، لنجد:
و آية لهم الليلُ نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون
انتهى
فما معنى نسلخ من الليل النهار؟
والسلخ: الكشط والنزع، يقال سلخه الله من بدنه، ثم يستمعل بمعنى الإخراج، فجعل سبحانه ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء، وهو استعارة بليغة
قال الفراء: يرمي بالنهار على الليل فيأتي بالظلمة، وذلك أن الأصل هي الظلمة والنهار داخل عليه، فإذا غربت الشمس سلخ النهار من الليل: أي كشط وأزيل فتظهر الظلمة.
تفسير فتح القدير
الليل نسلخ ، ننزع ونكشط، منه النهار فإذا هم مظلمون ، داخلون في الظلمة، ومعناه: نذهب بالنهار ونجيء بالليل، وذلك أن الأصل هي الظلمة، والنهار داخل عليها، فإذا غربت الشمس سلخ النهار من الليل، فتظهر الظلمة.
تفسير البغوي
والسلخ: الكشط والنزع؛ يقال: سلخه الله من دينه، ثم تستعمل بمعنى الإخراج. وقد جعل ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء وظهور المسلوخ فهي استعارة..
القرطبي

يقول تعالى ومن الدلالة لهم على قدرته تبارك وتعالى العظيمة, خلق الليل والنهار هذا بظلامه وهذا بضيائه, وجعلهما يتعاقبان يجيء هذا فيذهب هذا, ويذهب هذا فيجيء هذا, كما قال تعالى: {يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً} ولهذا قال عز وجل ههنا: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} أي نصرمه منه, فيذهب فيقبل الليل,
تفسير ابن كثير
يقول تعالـى ذكره: ودلـيـل لهم أيضا علـى قدرة الله علـى فعل كل ما شاء اللّـيْـلُ نَسْلَـخُ مِنْهُ النّهارَ يقول: ننزع عنه النهار. ومعنى «منه» فـي هذا الـموضع: عنه, كأنه قـيـل: نسلَـخ عنه النهار, فنأتـي بـالظلـمة ونذهب بـالنهار
تفسير الطبري
من خلال هذه التفاسير نستشف أن الليل و النهار غطاءان يدثران السماء ، ننزع غطاء النهار ، فيظهر غطاء الليل المظلم البهيم . ثم ننزع غطاء الليل فيظهر غطاء النهار المضيء النير ، و كلما كشطنا غطاء طويناه و مددناه فوق الآخر ، و هذا ما يفيد قوله ( يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل)
و عليه فالليل و النهار كائنان يتحركان حركة إزاحية متأرجحة بين نقطتين . بذهب هذا لبحل محله الآخر ، و ذلك في حركة تعاقبية مستمرة لا نهاية لها .
كما أن هذبن الكائنين لا يتغيران ، فالليل هو الليل نفسه دائما و في كل الأحوال. و النهار بالمثل هو نفسه لا يتغير..و هذا يعني أن الليل الذي ولّى بالأمس هو نفسه الليل الذي سيحل اليوم. و الليل في فصل الصيف هو نفسه الليل في فصل الشتاء .
فهل هذا صحيح؟
أما الآيتان
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)

فتفحمان افتراء شيخنا سحب الخراء ، إذ الحركة الشمسية و القمرية فيهما ظاهرتان جليتان للعيان
الشمس تتحرك في فلكها لمستقر لها، نعرف عن أبي ذر الغفاري أنه هو العرش الذي تذهب تحته لتسجد و تسبح حتى يؤذن لها فتعود.
و القمر هو الآخر له فلك يجري فيه
فنصل هكذا إلى آيتنا اللغز حيث نجد
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40
فالشمس التي تتحرك في فلكها لا تصل إلى فلك القمر
و بما أن لكل جسم متحرك سرعة
فإننا نجد في تفسير فتح القدير لهذه الآية ما بلي
أي لا يصح ولا يمكن للشمس أن تدرك القمر في سرعة وتنزل في المنزل الذي فيه القمر، لأن لكل واحد منهما سلطاناً على انفراده، فلا يتمكن أحدهما من الدخول على الآخر، فيذهب سلطانه إلى أن يأذن الله بالقيامة، فتطلع الشمس من مغربها. ..
ثم يضبف :
قال النحاس: وأحسن ما قيل في معناه وأبينه: أن سير القمر سير سريع، والشمس لا تدركه في السير .

وأما قوله " وجمع الشمس والقمر " فذلك حين حبس الشمس عن الطلوع على ما تقدم بيانه في الأنعام، ويأتي في سورة القيامة أيضاً، وجمعهما علامة لانقضاء الدنيا وقيام الساعة "ولا الليل سابق النهار" أي لا يسبقه فيفوته، ولكن يعاقبه، ويجيء كل واحد منهما في وقته ولا يسبق صاحبه، وقيل المراد من الليل والنهار آيتاهما، وهما الشمس والقمر، فيكون عكس قوله: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر" أي ولا القمر سابق الشمس،
وإيراد السبق مكان الإدراك لسرعة سير القمر
انتهى
هكذا نتلمس من هذا التفسير أن الشمس متحركة و ليست ثابتة و أن علة عدم إدراكها للقمر و لحاقها به هو بطء سرعتها و ليس ثبوتها ، فالقمر أسرع من الشمس لذلك فهي لا تستطيع إدراكه ،و لن تستطيع إلا يوم القيامة حيث يجمع الشمس و القمر.
و هنا أعيد السؤال
ترى ما الذي حدث الأسبوع الماضي في شرق آسيا؟ ألم تجتمع الشمس و القمر ؟ ألم يحل الليل محل النهار ؟ ألم تلحق الشمس بالقمر ؟ ألم يفنس المؤمنون تفنسة الكسوف تحسبا للقيامة؟
هذه خرقة بالية مرقعة مليئة ثقوبا و هرطقات تجعل الليل و النهار كائنين مختلفين بينما هما شيء واحد هو الزمن و تجعل ليل الأمس بعود اليوم و نهار البارحة يعود نفسه غذا. بينما النهار الذي ولى لا يعود ، و الليل الذي انصرم يموت. بل حتى الثانية التي مرت لا تتكرر
هذه الآية تجعل الشمس تتحرك في مسار نهابته تحت العرش لا تعود حتى يأذن لها ربها
فأي إعجاز هذا الذي تحتويه هذه الحزقة الكريمة

أبو قثم

1 commentaire:

  1. ماهي العلاقة الخاصة بين عائشة وحفصة.

    ممكن قصة علاايميل شكرا

    RépondreSupprimer