وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
قوله تعالى " وما كان لنبي أن يغل " قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد :
ما ينبغي لنبي أن يخون . (و السرقة من الخيانة)
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا المسيب بن واضح حدثنا أبو إسحق الفزاري عن سفيان بن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال :
فقدوا قطيفة يوم بدر فقالوا : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله " وما كان لنبي أن يغل " أي يخون .
فقدوا قطيفة ، و القطيفة قميص يستر الجسم إلا الذراعين و الساقين فقدوها يعني أنها سرقت يوم بدر من الغنائم التي هي في الأصل مسروقات.و لما فتشوا كل الحضور لم يبق لهم غير الرسول .فقالوا فيما بينهم أن الرسول هو من أخذها عوض من سرقها.حاشا و لله أن يكون الأنبياء سرقة
وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا خصيف حدثنا مقسم حدثني ابن عباس أن هذه الآية " وما كان لنبي أن يغل " نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر فقال بعض الناس : لعل رسول الله أخذها فأكثروا في ذلك فأنزل الله " وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " وكذا رواه أبو داود والترمذي جميعا
في هذا الحديث نكاد نسمع اللصوص يقولون و هم مبهوتون يتضاحكون ومنهم من يلطم حده و منهم من يولول:
ويحي لقد سرقها ... أي ورب الكعبة لقد سرقها محمد.... و أحدهم يقول :سرقها ؟!! و من يجرؤ على ذلك غيره!
عن قتيبة عن عبد الواحد بن زياد به وقال الترمذي حسن غريب ورواه بعضهم عن خصيف عن مقسم يعني مرسلا ورواه ابن مردويه من طريق أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال : اتهم المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فقد فأنزل الله تعالى " وما كان لنبي أن يغل " وروي من غير وجه عن ابن عباس نحو ما تقدم وهذا تنزيه له صلوات الله وسلامه عليه من جميع وجوه الخيانة(السرقة) في أداء الأمانة وقسم الغنيمة (المسروقات) وغير ذلك.
هكذا ينهى القرآن نبيه عن السرقة و يربيه على الخلق الكريم
فيقول له سبحانه و تعالى ما كان للص أن يسرق اللصوص
و لأن القرآن فقيه كبير في نحل اللغة فإنه عوض يسرق بفعل يغل و الذي يفيد لسامعه الحقد و الكراهية و البخل، و ذلك تفاديا للسقوط في المكروه
فالسارق و السارقة فاقطعوا أيديهم
لكن هذا الحد لا يستفيد منه اللصوص بل هو حد من نصيب السذج بلهاء الإيمان
تفسير ابن كثير ـ آل عمران الآية 161
وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، والفضل ابن عباس ، وقثم بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد قال أوس بن خولي لعلي بن أبي طالب يا علي ، أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له انزل فنزل مع القوم
وقد كان مولاه شقران حين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وبنى عليه قد أخذ قطيفة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويفترشها ، فدفنها في القبر وقال والله لا يلبسها أحد بعدك أبدا .
قال فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سيرة ابن هشام ـ الجزء الثاني ـ باب من تولى دفن الرسول
شقران مولى رسول الله من أقرب الناس إلى الرسول..شقران مولى رسول الله واحد من أعلم الناس بالرسول.. و بما يحب الرسول و بما يبغضه الرسول.. شقران مولى رسول الله أعلم الناس بحوائج الرسول يعرف نعاله و سراويله و ثيابه و لا بد أنه كان يعرف القطيفة الحمراء و قصة القطيفة الحمراء. و كان يعرف كذلك ما أنزله الله في القطيفة الحمراء و أنه قد قال فيما قال:
وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
فكأني بشقران أقسم على أن ينفذ كلمات الله و يحققها ، فجعل مع اللص حجج إدانته و أرسله إلى المحكمة الإلهية
الفراعنة المصريون كانوا في قبورهم يحملون معهم إلى الآخرة زادهم و قوتهم
و فرعون أرض الرمال حمل معه محجوزات تثبت الإدانة بالسرقة
أبو قثم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire