mardi 10 août 2010

النجار يدين القمني بالاستسلام وهوشنك استحالة عبور المسلم إلى المدنية بالإسلام؟


النجار يدين القمني بالاستسلام وهوشنك استحالة عبور المسلم إلى المدنية بالإسلام؟

بدأها السيد القمني بمقاله هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ محبذاً الوقوف إلى جانب العقل قبل القلب وقبل النقل وذلك لمصلحة البلاد والعباد وليس الانتصار للإسلام أو الانتقاص منه ويحدد السؤال وببساطة هل تخلفنا الذي يتندر به الركبان هو تخلف معرفي حضاري أم هو تخلف ديني ؟ ويؤكد انه تخلف معرفي حضاري وبسبب رجال الدين المشايخ وهو يقول : لا مخرج لمشايخنا من هذا الفخ التاريخي إلا الاعتراف للناس بصدق الإيمان ، وسحبهم كل تكفيراتهم وتأثيمهم للمسلمين البسطاء الذين لم يتربحوا بهذا الإسلام لا اليوم ولا أمس ، ولم يقبضوا الهبات والأموال والصدقات والزكاة والرضي السلطاني ليحافظوا عليه. حافظوا عليه فقط لإنه دينهم وجزء عظيم من ثقافتهم وهويتهم ، حافظوا عليه وهم يأكلون الفقر والفقر يأكلهم ، ولأنهم ببساطة يحبون دينهم ويرفضون التخلي عنه.,,, و لأنه لا مجال لرجال الدين في البحث العلمي في مختلف العلوم ، بل هو مجال الفلاسفة وعلماء الاجتماع والتاريخ والرياضيات والفيزياء والكيمياء ، وهذه علوم خارج نطاق الدين ولا يفهمها رجاله ، لأنهم حتى اليوم يعيشون زمن القرن العاشر الميلادي يأسرون الأمة كلها داخل أسواره ، ويريدون أن يدخلوا في منافسة حضارية مع أمم تعيش في القرن الحادي والعشرين ؟ إنكم سادتي خارج المنافسة . مؤكداً أن الإسلام ليس سبب التخلف وانه دين تحضر ..
بينما يرى السيد هوشنك رغم انه كان ولم يزل واحداً من المدافعين عن عقل القمني وتفكيره وأحد مشاركيه في تأريخ الحبر بالعقل، وتأريخ العقل بالحبر. وغير أسفٍ عما ورد في المقال من "عقل التقية"، بدلاً من "عقل النقد"، في قراءات القمني وكتاباته المعروفة بحديتها النقدية الفائقة. ولكن السيد القمني في مقاله هذا انحاز إلى عقل النقل"، ضد عقل العقل. ويقول الكاتب هوشنك : هو يتحدث ههنا، بل ويبحث، من موقع "الخائف"، ك"واحد حريص" على "إسلام" الأمة، وعلى القادم من تاريخها المجهول، في زخم حضارة الإنسان المدني، الذي يسميه القمني بالآخر أو "الطرف الآخر".
فهو يبحث في هذا السؤال الإشكالي، "للحؤول دون سقوط الأمة وإسلامها في ثقب التاريخ الأسود" على حد قوله. أي أنه يبحث في المشكل، ك"جزء" من الكل المسلم، الحريص على القادم من "وجود" الأمة، وإسلامها "البريء" كل البراءة، من تخلفها الحضاري والمعرفي. هو لم يبحث في تخلف المسلمين في هذا المقام، كمراقب حيادي للحالة بقدر ما أنه بحث عن التخلف وعلاقته بمسلميه، كجزء من الحالة، فغلبت لغة "المهدي" و"المخلّص" في خطابه، على لغة الباحث الناقد... هو برّأ الدين، على مستوى عقله الأول، كأي عقل ديني، من كل تخلفٍ، وكأن به يقول: "عقل الله في الإسلام هو كليّ القدرة، لأنه صحيح"، أما المشكلة الأساس، فهي في "تطبيق" هذا العقل، و"استغلاله" من قبل المسلمين، لصالح عقل الأرض وإنسانه. من هنا جاء قول د. القمني بأنّ: "إن المشكلة ليست في الدين ولا في أي دين. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين ، فهناك من استثمره في التقدم ، ومنه من يستثمره في التخلف". والمسثمرون للدين على طول التاريخ وعرضه، بحسب القمني، هم "رجال الدين" و"شيوخه"، أو ما يمكن تسميتهم ب"مرتكبي الدين".
"إذن، لا علاقة للدين ولا الإيمان بتقدم أو تخلف، إنما هناك دائما في وجود الجريمة من هو صاحب مصلحة مستفيد ، وهي جريمة تاريخية في حق أمة بكاملها جنى عليها رجال الدين المحترفين، وكانوا طوال الوقت المسئولين عن الإسلام والمسلمين، فكان حاميها طوال عشرة قرون هو حراميها"، على حد مفهوم د. القمني. الدين، إذن، حسب هذا "المنطق التبريري"، بريء كل البراءة، من التخلف والتقدم، في آن.... د. القمني يريد أن يقنعنا ههنا، بأن الإسلام كدين، هو إسلامان: "الإسلام المثال/ الإنموذج"، أو "إسلام محمد وصحابته وخلفاؤه الأولين"، وهو إسلام القرون الأربعة الأولى، أي الإسلام الأصلي الفائق المتطور، أو الصحيح، الذي كان سبباً في تقدم الأمة، و"الإسلام المستنسخ أو المنحول"؛ إسلام المشايخ والسلاطين؛.. الغربُ المدني، لم يركب عقل السماء أو عقل الله في الدنيا، للوصول إلى "دنيا متقدمة"، كما يرشدنا د. القمني، وإنما ركب عقل الأرض أو عقل الإنسان في الدنيا، حتى انتصر لحضارةٍ حقيقية تمشي الآن على الأرض، بدلاً من حضاراتٍ وهمية مفترضة، تطير في السماء... ومنعوا أي تدخل ل"عقل الرّب" في شئون دولهم، فأصبح "ما لقيصر لقيصر وما لله لله... لا دين بريء، على الإطلاق. ولا دين صحيح على الإطلاق... ( ولكن ) كيف يمكن لعقلٍ مدني، "إستغلال" آياتٍ كهذه(وما أكثرها) هي من صلب الإسلام الأصل(إسلام القرآن) تجنب "السقوط في ثقب التاريخ الأسود"، والعبور إلى التقدم المأمول، والمدنية المرجوة، كما يتمنى مفكرنا ل"أمته الإسلامية وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْر َالإسلام ِدِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُو َفِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"(آل عمران:85).
"لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير"(آل عمران:28).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً"(النساء:144).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(المائدة:51) .
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"(المائدة:57).
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ(المائدة:60).
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(التوبة:29).
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(التوبة:30).
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(التوبة:31). إني إذ أضرب بهذه الآيات البيّنات(وسواها الكثير) القادمة من وحي "الإسلام الأصل"، مثالاً، للبرهان على "استحالة" عبور المسلم إلى المدنية على ظهرها (انتهى) ولكن الدكتور كامل النجار مع اتفاقه لمعظم ما يكتبه السيد القمني إلا أنه قد كبا في مقاله هل الاسلام سر تخلف المسلمين ، وان لكل جواد كبوة ولكل سيف نبوة وهو يحاول أن يلقي اللوم على على شيوخ الدين الإسلامي، ويعفي الإسلام من هذا التخلف. ويدين الدكتور النجار تعاليم الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية التي شربها المسلمون مع لبن أمهاتهم وهم أطفالا وأن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الصحيح وما غيره محرّف وأتباعه ضالون. تعلموا ذلك في بيوتهم قبل أن يرتادوا المساجد أو كتاتيب تحفيظ القرآن. فالثقافة الإسلامية التي استقاها آباؤهم بالوراثة هي المسؤولة عن هذا التخلف، وهي التي جعلتهم يعتبرون الإسلام هويتهم الوحيدة. وقد استقوا هذه الثقافة من تعاليم وأفعال محمد وتناقلوها شفهياً على مر العصور، فأصبحت طبيعة ثانية لهم كالفطرة، لا تحتاج إلى شيوخ الإسلام لزرعها فيهم. ويرد على السيد القمني حول سؤاله أن الإسلام ليس سبب تخلف الأمة والدليل تقدم الأمة الإسلامية في القرون الأربعة الأولى ؟ مع استغراب الدكتور النجار لهذا الاستنتاج من مفكر مثل القمني ويتحدث عن التقدم المزعوم في تلك القرون : القرن الأول من تاريخ الإسلام ومنذ هجرة محمد إلى المدينة، انقضى معظمه في غزوات محمد الشهيرة، وفي الحروب الاستعمارية التي شنها عمر بن الخطاب على مصر والعراق وفارس، ثم القتال على السلطة بين معاوية وعلي بن أبي طالب، ثم القتال بين الخوارج وعلي بن أبي طالب. وتبع ذلك قتال معاوية وابنه يزيد وبقية خلفاء دولة بني أمية مع أهل مكة والمدينة ومع الحسين بن علي، ثم في إخماد الثورات العديدة على بني أمية والتي كان الحجاج بن يوسف فيها سيف معاوية المسلول، كما كان خالد بن الوليد سيف الإسلام الذي رفض عثمان بن عفان أن يرده إلى غمده رغم الجرائم العديدة التي رتكبها.
ثم جاءت الدولة العباسية في القرن الثاني واستمرت ستة قرون لم تشهد شيئاً من التقدم غير بيت الحكمة الذي ترجم التراث الإغريقي والروماني إلى العربية، وكان الفضل في ذلك راجعاً إلى المترجمين النصارى من أمثال حُنين بن إسحق الذي كان كبير المترجمين للمأمون. ثم جاء الخليفة المتوكل وشن حرباً ضروساً على المعتزلة الذين كانوا قد استفادوا من ترجمة التراث الإغريقي وحاولوا النهوض بالفكر الإسلامي، فقتل المتوكل أعداداً كبيرة من أصحاب الفكر الحر وأجبر الشيوخ والفهاء على تبني فكرة أن القرآن أزلي وليس مخلوقاً. وبقية خلفاء الدولة العباسية شغلوا أنفسهم بجباية الضرائب التي صرفوها على القصور واللهو والمجون.
القلائل من المفكرين المسلمين الذين استفادوا من ترجمة التراث الإغريقي كانوا فارسيين أصحاب حضارة عريقة وعلم، أُجبروا على الإسلام. فنبوغهم في الفلسفة والمنطق لم يكن لأنهم أسلموا وإنما لأنهم كانوا أهل علم واستغلوا فرصة ترجمة التراث الإغريقي إلى العربية، فزادوا في علومهم وطوروها. وكان هناك أفرادٌ يُعدون على أصابع اليدين من العرب. وحتى هذه القلة من المفكرين حاربهم فقهاء الإسلام من أمثال حجة الإسلام الغزالي وكفروهم وحرقوا كتبهم. وبما أن الدولة العباسية كانت قد غصت بالعبيد والموالي، شغلت ثورات الزنج والبرامكة والموالي أغلب سنوات الدولة. ولم يُثبت لنا التاريخ أي تقدم حضاري سوى الفن المعماري الذي اقتضته حاجة الخلفاء إلى بناء قصور فخمة تحتوي الغلمان والجواري والزوجات. وحتى الفن المعماري كان مصمموه من فارس وبيزنطة وبقية البلاد ذات الحضارات السامقة التي احتلها المسلمون. والجدير بالذكر أن القرنين الثاتي والثالث بعد الهجرة شهدا ظهور فقهاء المذاهب الأربعة السنية (مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل)، الذين شتتوا المسلمين إلى مذاهب متناحرة عقائدياً، مع ظهور البخاري الذي ملأ الإسلام بكل أنواع الخزعبلات. فالتقدم الوحيد في العلوم في تلك الفترة من تاريخ الإسلام انحصر في سرقة الصفر من الهند والزعم بأنه اختراع إسلامي، ثم بداية علم الجبر وعلم النبات وبعض البصريات، وفي نفس الوقت، والشكر للبخاري، أصبح العلاج ببول البعير والحبة السوداء المقومات الرئيسية لعلاج الأمراض في كل أجزاء الإمبراطورية الإسلامية. فهل كان هناك فعلاً تقدم في القرون الأربعة الأولى من تاريخ الإسلام؟ وفق طرح السيد القمني ويكمل الدكتور النجار ماأسلفه من ضروب التخلف : بالطبع لم تكن هناك أي حضارة أو تطور عقلي لأن الذين استفادوا من ترجمة التراث الإغريقي كانوا أقلية، وقد تأكد فقهاء الإسلام وأولي الأمر من تكفيرهم وحرق كتبهم، وظل العامة من المسلمين في أميتهم. حتى بعض الفقهاء كانوا أميين أو لا يحسنون الكتابة، مثل الإمام مالك الذي كان يعتمد على الإلقاء الشفهي في دروسه، وجمع طلبته، بما فيهم محمد القاسم كتاب المدونة للإمام مالك. فالقرآن لم يوصِ بتعلم القراءة والكتابة، ومحمد والخلفاء الراشدون لم ينشئوا مدرسة واحدة تعلم الناس القراءة والكتابة. وكذلك الحال في الدولة الأموية. واستمر أغلب المسلمين أميين كرسولهم، حتى يومنا هذا. أما مجالات الفن والعلوم فقد حرّم الإسلام الفنون من غناء ورسم ونحت، وبقية العلوم فقد حصرها الإسلام في العلوم الدينية فقط، وكان محمد يتعوز من شر علمٍ لا ينفع. أما الأنظمة السياسية المتقدمة فلم يكن لها وجود في الإسلام منذ أن قال القرآن (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم)، وظل نظام الحكم وراثياً منذ بداية الدولة الأموية إلى نهاية الخلافة العثمانية في عام 1924. وما زال العالم الإسلامي كله يُحكم بالوراثة أو بالبندقية العسكرية. فحسب تعريف الحضارة لم تكن هناك أي حضارة إسلامية. فهل نلوم شيوخ الإسلام على ذلك أم نلوم التعاليم الإسلامية نفسها التي لم يحض القرآن فيها على تعلم القراءة والكتابة، وحرم القرآن الفائدة على الديون وبذلك قضى على نظام الشركات المتقدم الذي كان تجار مكة قد برعوا فيه وأقاموا عدة أنواع من الشركات تعمل بنظام المرابحة والبيع المؤجل، وبرعوا كذلك في تحديد المقاييس والأوزان التي ما زال بعضها مستعملاً في عالم اليوم. ألغى الإسلام كل هذه الشركات وأتى محمد بديلاً عنه بوزن الصاع، وأصبحت الزكاة تقاس بصاع أو صاعين من الشعير بدل الوزن. وفرض الإسلام على الرعاة والمزارعين والتجار ضرائب العُشر وغيرها مما أدى إلى إفقار العامة وإغناء الخلفاء والوزراء. فهل يمكن أن نلوم شيوخ الإسلام على هذه التشريعات القرآنية والسنة المحمدية؟.... فإذا كان نبي الإسلام نفسه قد كرّس كل السلطات في يديه، وأمر بالاغتيالات السياسية بدون أي خوف من محاسبة الآخرين له لأنه هو ممثل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كيف نلوم شيوخ الإسلام إذا فعلوا أو طالبوا بفعل ما فعله نبي الإسلام؟ ولماذا يكون نبي الإسلام مختلفاً عن كل الأنبياء قبله، فيسوع لم يملك السلطات الدنيوية في يديه، وكذلك لم يفعل موسى الذي جعل أمور الدنيا في يد الكهنة من قبيلة لاوي. وإذا كان الإسلام القصد منه تقدم المسلمين سياسياً ومادياً، لماذا لم يُشرّع محمد لنظام الحكم بعده، ويعلمهم كيف يتبادلون السلطة، قبل أن يموت؟ أم أن الموت فاجأه وهو ما زال في انتظار الصبي الوريث؟.. وأن شيوخ الإسلام لا يتقبلون النقد، ولكنهم بذلك يتبعون خطى رسول الإسلام الذي يقول لهم في لبقرآن (وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) (غافر 40) والجدال هو النقاش وتبيان الخطأ، أي النقد. وكذلك (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير) (غافر 56). وكذلك (وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتهم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم إذاً مثلهم) (النساء 140). فالنقاش في آيات الله ممنوع منعاً باتاً. وعندما قال محمد لأصحابه في موقعة بدر "إذا رأيتم أحداً من بني هاشم فلا تقتلوه" ورد عليه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بقوله "أنقتل آباءنا وأبناءنا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألحمنه بالسيف". فلجأ محمد إلى عمر بن الخطاب الذي أراد أن يقتل حذيفه لنقده ما قال رسول الله (ملخص السيرة لابن كثير، ص 217). فالنقد غير محتمل إطلاقاً، لا في القرآن ولافي أفعال وأقوال محمد. فشيوخ الإسلام لديهم سند من القرآن والسنة لمنع النقد. ولذلك عندما انتقد صالح بن عبد القدوس، وعبد الكريم بن أبي العوجاء، وأبو عيسى الوراق، وبشار بن برد، وحماد عجرد، وأبان بن عبد الحميد اللاحقي، ومحمد بن عبد الله بن المقفع، وعبد المسيح الكندي، وأبو الحسن أحمد بن يحيي الراوندي (ت 298هجرية وألف كتاب "الدامغ" وكتاب "الزمرد" في نقد القرآن) الإسلام، كان مصيرهم القتل أو السجن وحرق الكتب.( انتهى)
ومما تقدم يتبين أن الكتور النجار والسيد هوشنك يرفضان ماجاء بمقال السيد القمني وكذلك أسلوب التقية التي يراوغ بها والسيده وفاء سلطان شاركت النجار الرأي :السيد الدكتور كامل النجار المحترم أتفق مع كل حرف كتبته، وأنا بدوري أحترم وأقدّر الدكتور القمني، ولكن لا أعرف ما الذي يدفع بإنسان متمكن مثله لأن يقوض من مصداقيته التي خاطر بحياته ليبني عرشها في مقالة واحدة. قد يكون الظرف الذي يعيشه، من يدري؟ لقد تعلمت منك ومنه الكثير وأشكرك على نقدك البناء هذا، أملة في أن يعيد السيد الدكتور القمني النظر فيما كتب مؤخرا تحياتي وكنت قد أدليت برأيي : وبعنوان القمني اختصر والنجار توسع .. أستاذنا الفاضل ، شكراً لمقالكم والذي أعتبره إكمالاً لمقال السيد القمني ، وباعتقادي لايمكنه أن يدخل في التفصيلات المؤلمة والمحرضة ، وهو في غنى عنها ، والمهم ان رسالة السيد القمني واضحة لكل لبيب وليس ماكان أفضل مما كان ...؟! وجاء رد د النجار :أشكر السيد مصطفى حقي على التعليق ولكني أذكرّه أن ليس كل من يقرأ مقالات السيد الدكتور القمني لبيب ويقرأ ما بين السطور. أنا شخصياً لا أجيد القراءة بين السطور وأحب أن أقرأ المكتوب على السطر. وأنا أقدّر موقف الدكتور القمني وأعتبر مقالي تكملة وتوضيح لما لم يقله في العلن ؟ وبدوري أشكر الدكتور النجار على جرأته في كشف حقيقة العقل والكف عن عقل العقل كما أشكر السيد هوشنك وكفانا لف ودوران محاولين إكساب الأساطير والخرافات معالم عصرية وهي خارج هذا العصر بل هي مخلفات بائدة ومن بقايا التاريخ ، وتصوروا أن الذنوب يمكن أن تُمحى ، وتزول بالمال عن طريق الحج ، وعليه فالأغنياء يبيعون ذنوبهم كل عام عند أستار الكعبة ، ولنطلع على جزء من مقال منشور في الحوار 3-8 بعنوان العشيق والعشيقة بين الحلال والحرام للكاتب عبد العزيز محمد واحد ..: وأحيانا تتحول تلك الملاطفات الى علاقة جنسية بحتة بين المحارم ، ويكون الدين هو الكفيل بمحو تلك التصرفات الإنسانية عن طريق الحج والعمرة أنظر إلى ديناميكية هذا الدين يخلق الجريمة ويقدم السبيل لها من التخلص من إثمها عن طريق إلفين دولار والالتفاف حول حجر بال عليه القرامطة سنينا ..!! ثم يكون كلا الطرفين مطهرا ..؟! وأترك التعليق للقراء ، وشكراً للسيد القمني ، و كامل النجار ،وهوشنك بروكا ، والحوار المتمدن ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire