و من آيات الجهل في القرآن ما ورد في سورة النور
وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار"الآية 43.
فالآية من ظاهرها واضحة و لا تتطلب ذكاء و لا فطنة و لا تتطلب دهاء و لا حكمة ، فكما في الأرض جبال فوقها ثلوج ففي السماء جبال فوقها برد . و كما أن الجبال أوتاد الأرض التي بها تثبت و تستقر فإن جبال البرد هي أوتاد السماء التي تشدها إلى السماء التي فوقها ،ما يحول دون سقوطها على العباد
و رغم وضوحها وضوح الشمس فإن الرجوع إلى جهابذة التفسير أمر لازم في مثل هذه الآيات العظام ، إلا أن ابن كثير يصدمنا هذه المرة،فرغم ما استنجد به من علوم المحسنات اللغوية و القواعد النحوية إلا أنه اتفق معنا على أن فوق السماء جبال فذكر ما نصه:... وقوله: "وينزل من السماء من جبال فيها من برد" قال بعض النحاة: (من) الأولي لابتداء الغاية, والثانية للتبعيض, والثالثة لبيان الجنس, ومعناه :
أن في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد.
أما البغوي فيؤكد أنه ليس في الآية بلاغة و لا بيان و لا كناية. فهي تعني بوضوح أن الله "ينزل من جبال في السماء تلك الجبال من برد ، لأن ابن عباس قال: أخبر الله عز وجل أن في السماء جبالاً من برد، (تفسير البغوي).
و هكذا يتضح لنا بدون لف و لا دوران من خلال قول ابن عباس أن فوق السماء جبالا من برد
أما صاحب تفسير فتح القدير فقد لف في علوم البلاغة و النحو و لم يجد في الأخير غير قوله: ينزل من السماء جبالاً من برد، تفسيرا لهذه الآية ، أي أن السماء بها جبال من يرد متراكم بعضه على بعض كهيئة الجبال يرمي به الله عباده من عل، فيصيب به من يشاء و ينجي منه من يشاء..لذا فالله في مواجهة مع البشر لذلك أعد لنفسه جبالا من برد كجبال الحصى المبثوثة على الأرض ،فوضعها رهن إشارته العلية ليرمي بها من لا يؤمن به. و لم يحدد لنا النص و لا المشاييخ الكرام أي سماء هذه التي بها جبال البرد؟ هل السماء الدنيا أم السماء العليا
و لمن يعجب أن في السماء جبال ، عليه أن يعلم أن الجنة هي الأخرى توجد في السماء.
أبو نبي البلهاء
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire