mercredi 11 août 2010

الجهل في القرآن


و من آيات الجهل في القرآن ما ورد في سورة النور
وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار‏"الآية 43.

فالآية من ظاهرها واضحة و لا تتطلب ذكاء و لا فطنة و لا تتطلب دهاء و لا حكمة ، فكما في الأرض جبال فوقها ثلوج ففي السماء جبال فوقها برد . و كما أن الجبال أوتاد الأرض التي بها تثبت و تستقر فإن جبال البرد هي أوتاد السماء التي تشدها إلى السماء التي فوقها ،ما يحول دون سقوطها على العباد
و رغم وضوحها وضوح الشمس فإن الرجوع إلى جهابذة التفسير أمر لازم في مثل هذه الآيات العظام ، إلا أن ابن كثير يصدمنا هذه المرة،فرغم ما استنجد به من علوم المحسنات اللغوية و القواعد النحوية إلا أنه اتفق معنا على أن فوق السماء جبال فذكر ‏ ما نصه‏:...‏ وقوله‏: "وينزل من السماء من جبال فيها من برد" قال بعض النحاة‏: (من‏) الأولي لابتداء الغاية‏,‏ والثانية للتبعيض‏,‏ والثالثة لبيان الجنس‏,‏ ومعناه :
 أن في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد‏.
 أما البغوي فيؤكد أنه ليس في الآية بلاغة و لا بيان و لا كناية. فهي تعني بوضوح أن الله "ينزل من جبال في السماء تلك الجبال من برد ، لأن ابن عباس قال: أخبر الله عز وجل أن في السماء جبالاً من برد، (تفسير البغوي).
و هكذا يتضح لنا بدون لف و لا دوران من خلال قول ابن عباس أن فوق السماء جبالا من برد
أما صاحب تفسير فتح القدير فقد لف في علوم البلاغة و النحو و لم يجد في الأخير غير قوله: ينزل من السماء جبالاً من برد، تفسيرا لهذه الآية ، أي أن السماء بها جبال من يرد متراكم بعضه على بعض كهيئة الجبال يرمي به الله عباده من عل، فيصيب به من يشاء و ينجي منه من يشاء..لذا فالله في مواجهة مع البشر لذلك أعد لنفسه جبالا من برد كجبال الحصى المبثوثة على الأرض ،فوضعها رهن إشارته العلية ليرمي بها من لا يؤمن به. و لم يحدد لنا النص و لا المشاييخ الكرام أي سماء هذه التي بها جبال البرد؟ هل السماء الدنيا أم السماء العليا
و لمن يعجب أن في السماء جبال ، عليه أن يعلم أن الجنة هي الأخرى توجد في السماء.

أبو نبي البلهاء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire